كاميرون يعاني ارتدادات«فضيحة مردوخ»
ضربت رياح ذيول فضيحة التنصت التي قامت بها صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد»، التي أغلقها مالكها امبراطور الإعلام البريطاني من أصل استرالي، روبرت مردوخ، حكومة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بعد المعلومات التي ترددت عن تورط عدد من المسؤولين والوزراء في تلك الفضيحة.
فقد اعتقلت الشرطة البريطانية آندي كولسون المسؤول الإعلامي السابق في حكومة كاميرون، ووجهت إليه اتهاماً رسمياً بالشهادة الزور وحنث اليمين، في قضية تنصت تورط فيها صحافيون في صحيفة «نيوز اوف ذي وورلد» عام ،2010 حيث كان كولسون رئيساً لتحريرها في ذلك الوقت.
وكشف كولسون خلال التحقيق معه أنه تلقى مدفوعات مالية ورعاية صحية قدمتها له الصحيفة، في اطار اجراءات إنهاء خدمته لديها، بينما كان يعمل مع كاميرون.
وعلى الرغم من افراج الشرطة عن كولسون بعد توجيه الاتهام إليه، إلا أن الاوساط السياسية والاعلامية في لندن اتفقت على ان ما حدث كان ضربة موجعة لكاميرون وحكومته.
وقال اعلاميون ومراقبون ان حكومة كاميرون باتت تواجه كابوساً مع مثول عدد من وزرائها ومسؤوليها امام لجنة اخلاقيات الصحافة، بينهم وزير الثقافة، جيرمي هانت، ووزير الاعمال فينيس كابل، ووزيرة الداخلية تيريزا ماي، ووزير التعليم مايكل غوف، ما يزيد من المتاعب والتحديات امام حكومة كاميرون التي تواجه ركوداً اقتصادياً ومشكلات في الميزانية، إضافة الى استمرار تداعيات منطقة اليورو. كما سيمثل كاميرون ونائبه نيك كليغ، ووزير الخزانة جورج اوزبورن، أمام لجنة لفيسيون، في اطار انشغال الحكومة البريطانية في الدفاع عن نفسها امام اتهامات باستمرار علاقتها غير الصحية مع مؤسسة مردوخ، وتوظيف كاميرون لآندي كولسون رئيس تحرير صحيفة «نيوز اوف ذا وورلد» سابقا، والذي استقال من منصبه متحدثاً باسم كاميرون في يناير ،2011 حينما اعادت الشرطة فتح التحقيق في الفضيحة. وقال منتقدون لرئيس الوزراء، انه وقع في سوء تقدير حينما عين كولسون مساعداً إعلامياً له، إذ كان يهدف من وراء ذلك الى كسب تأييد مردوخ. وكانت الرئيسة التنفيذية لاحدى شركات مردوخ الاعلامية، ربيكا بروكس، قد مثلت في مارس الماضي أمام اللجنة، وكشفت عن علاقتها بأركان الحكومة الحالية ورئيس الوزراء السابق توني بلير. وأضافت انها تلقت رسالة من وزير الثقافة والاعلام الحالي جيرمي هانت، طلب فيها النصيحة في كيفية التعامل «مع قضية التنصت التي تورطت فيها احدى صحف مردوخ». بقي ان نقول ان التخلص من مردوخ وامبراطوريته الاعلامية او تحجيم نفوذه وتقليصه قريباً، يبدو أمراً في غاية الصعوية او مستحيلاً، في ضوء تغلغله مع فساده الخطير في شرايين وتفاصيل عمل اكثر من حكومة بريطانية، ومن يدري فربما نستيقظ يوما لنجد ان ذيول فساده وفضائحه وصلت الى قصر بكنغهام والملكة اليزابيث!