تزايد إقبال المراهقين على الحشيش في فرنسا

فرنسا حلت الأولى أوروبياً من حيث استهلاك الحشيش. أرشيفية

تشير التقارير الرسمية إلى زيادة مقلقة لعدد المتعاطين للمخدرات في فرنسا، إلا أن الأمر بات أكثر خطورة، إذ تقول الإحصاءات إن 39٪ من المراهقين الذين تراوح أعمارهم بين 15 و16 عاماً تناولوا القنب الهندي المعروف باسم الحشيش، وهي مادة مخدرة، في ،2011 وتكون النسبة بذلك قد ارتفعت بشكل ملحوظ مقارنة بعام ،2007 إذ لم تتجاوز 31٪ آنذاك. ويبدو أن تعاطي هذا المخدر يلقى رواجاً عند الذكور أكثر منه عند الإناث.

وتصدرت فرنسا البلدان الأوروبية من حيث زيادة عدد المدمنين الشباب على القنب، في الفترة ما بين 2007 و،2011 وهي ظاهرة خطرة تؤدي إلى تفشي الجريمة وانتشار الفوضى، خصوصاً في الأحياء الشعبية التي تستفحل فيها ظاهرة تعاطي المخدرات. ويقبل الطلبة في المدارس والجامعات على القنب بشكل متزايد، لكن يبقى في مستويات متدنية، وبدأت هذه الظاهرة في الانتشار أواسط التسعينات لتتراجع في .2003 وفي هذا السياق يقول الأخصائي النفسي، باسكال هاشي، ان الحصول على القنب بات أكثر سهولة من السابق، وبات منتجاً مصنوعاً في فرنسا، بعد أن كان سلعة مستوردة من الخارج.

ويضيف الأخصائي، «لا تخلو حفلة شبابية من هذا المخدر، فقد بات ضروريا للاستمتاع لدى المراهقين». ويشير الخبير إلى أن تناول القنب الهندي أصبح مثل الحشيش في بريطانيا، وينظر إليه شباب اليوم كما كان ينظر شباب الستينات إلى السجائر، ليتزايد استهلاك هذا المخدر بين الذكور والإناث، على حد سواء. ودعا هاشي إلى توعية المراهقين بمخاطر القنب، ومناقشتهم حول أسباب ونتائج التعاطي. في سياق متصل طالبت وزيرة في الحكومة الفرنسية الجديدة، سيسيل ديفلو، بضرورة ترخيص استهلاك القنب تماماً مثل الخمر والتبغ، وإلغاء العقوبات المعمول بها في هذا الشأن، وفجر هذا التصريح جدلاً سياسياً وأخلاقياً في فرنسا، وطالب البعض الوزيرة بالاستقالة. ولاقت المساعي معارضة شديدة من قبل الرأي العام، فقد أشارت الاستطلاعات إلى أن ستة من كل 10 فرنسيين يفضلون إبقاء العقوبة كما هي. وبلغ عدد المتعاطين للقنب نحو 1.2 مليون شخص، في ،2010 حسب المرصد الفرنسي للمخدرات والإدمان. ويعتبر الباحث في اقتصاد المخدرات بجامعة ليل الكاثوليكية، كريستيان بن الأخضر، أن هذه التجارة «قطاع اقتصادي» تراتبي يضم في أسفل السلم نحو 100 ألف شخص من التجار الصغار الذين يجنون بين 4500 و10 آلاف يورو سنويا، إضافة إلى ذلك، يتلقى المتدرب، الذي غالباً ما يكون مراهقاً، معدل 100 يورو في اليوم.

تويتر