المرصد
شاهد العيان.. ليس مصدراً موثوق
وسط التعتيم الإعلامي المتزايد على الاحداث في بعض الدول العربية، كأحداث مصر واليمن، وكما يجري في سوريةحالياً، تزايد لجوء الصحف والفضائيات إلى الاعتماد على شهود العيان مصدراً للمعلومات . ويقول إعلاميون إن الاعتماد على روايات هؤلاء الشهود وحدها، مع إمكانية التأكد، يجعل التقارير الاخبارية عرضة للتشكيك وإثارة الشبهات حول افتقارها للدقة والموضوعية، لذا نصح خبراء بعدم الاعتماد على شاهد عيان واحد.
ويضيف هؤلاء أن تعريف شاهد العيان لم يعد يقتصر على المقابلة الشخصية في مكان الحدث أو الاتصال الهاتفي مع القنوات الفضائية، واتسع ليشمل ما يتم عرضه من صور ولقطات فيديو على الانترنت، وتقديمها على أنها مصادر موثوقة، من غير التأكد من دقتها. ويمكن اللجوء الى شاهد العيان حينما يكون الصحافي المهني والمحترف أو المصدر المعلوم الهوية غير متاح، لكن يبقى الاشكال الكبير المتعلق بالإدارة السيئة أو الاستخدام المسيء لإفادة الشاهد.
ولا يغيب عن بالنا التشكيك المستمر من جانب الحكومة السورية في التغطية الاخبارية للجزيرة، وبالذات في اعتماد شاهد عيان مصدراً للمعلومات الصحافية، حتى ذهب بعض المسؤولين السوريين إلى اتهام الجزيرة بفبركة واختلاق حكايات.
ويعتقد بعض خبراء الاعلام في المقابل أن شاهد العيان يعد مصدراً اساسياً للتغطية الاخبارية، رغم التحفظات على ما يقدمه من روايات متضاربة، ومعلومات متناقضة، خصوصاً في الاحداث الكبيرة.
وترى أن شاهد العيان معترف به مصدراً في وسائل الإعلام، لكن ينبغي عدم الاعتماد على شاهد واحد، أو ألا يؤخذ كلامه على أنه الحقيقة الكاملة، فكثيراً ما يروي الشخص الحادث من وجهة نظره الخاصة، التي قد تفتقر إلى بعض الدقة، ولابد للصحافي أو المراسل أن يسمع من أكثر من شاهد، لتأكيد رواية معينة مقابل أخرى، وهذا أحد أهم شروط المهنية.
وليس كل رواية يقولها شخص يعتبرها الصحافي حقيقة ويتعامل على أساسها، في حين أنها يمكن أن تضلل الرأي العام، وتؤدي إلى حدوث مشكلات كبيرة، إضافة الى نقطة أخرى لا تقل أهمية، وهي الاستعانة بتسجيلات الفيديو أو الصور التي يرفعها بعض المواطنين على الإنترنت، لتصبح مصادراً للأخبار تعتمد عليها القنوات الفضائية
ويشير مراقبون إلى أن التعامل الإعلامي مع المدونات والشبكات الاجتماعية، وهي تشكل جزءاً كبيراً من حياتنا الآن، لابد أن يكون حذراً، فيأخذ منها الإعلامي خيوطاً لبناء قصة إخبارية، فهناك فارق كبير بين المواطن الصحافي والصحافي الذي يعمل بشكل مهني، ويدقق المعلومات التي تبنى عليها في النهاية الآراء والاتجاهات.
ويبدو أن الاستعانة بشاهد العيان في التقييم والرأي والمعلومات المتعلقة بالأحداث الجارية أصبح يمثل أزمة كبيرة في التغطية الإخبارية، سواء في العالم العربي أو في مناطق الثورات أو الكوارث او أعمال العنف. وختاماً فإن شاهد العيان أصبح في الآونة الاخيرة «شراً لابد منه»، لأن بعض مناطق الصراع والأحداث العاجلة تكون بمنأى عن الصحافي المحترف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news