تطور الحياة أدى إلى انتشار الظاهرة. أرشيفية

مخبرون بأجر يتأكدون من مواصفات العرسان في الهند

يستعين المقبلون على الزواج في مناطق هندية بمحققين خاصين للبحث في ماضي من سيقترنون به، وتقليدياً يقوم رجال الدين أو الخاطبات بهذا العمل، إلا أن إقبال العرسان على المكاتب الخاصة تزايد في السنوات الأخيرة بشكل لافت، والهدف هو التأكد من مناسبة الزوجين لبعضهما بعضاً، وعدم وجود عوائق تحول دون استمرار الحياة الزوجية السعيدة.

ونظراً لتطور الحياة في الهند، وظهور المواقع الاجتماعية على الإنترنت، واختلاط الجنسين في أماكن العمل، بات من الصعب التعرف إلى المحيط الاجتماعي لمن يتقدم لطلب يد الفتاة أو العروس التي يريد الشاب الارتباط بها، الأمر الذي دفع العائلات إلى الاستعانة بخدمات المحققين الخاصين للقيام بهذه المهمة «القذرة».

وسعياً منها إلى الارتقاء إلى مصاف الطبقة المتوسطة تفعل الطبقة الفقيرة كل شيء لبلوغ هذا الهدف الذي يحقق لها الاستقرار الاجتماعي، ويقوم كثيرون بتزوير الوثائق المهمة، ويضطرون للكذب في ما يخص أوضاعهم الحقيقية، ما يستدعي التحقيق والبحث من قبل محترفين في المجال.

ويقول مؤسس موقع «الخطبة» الشهير «شادي»، أنوبام ميتال: «في الهند، لا تحصل دائماً على ما تراه بعينيك»، مضيفاً «كل شخص باحث عن الزواج يشبه البصلة (تبدو جميلة لكن رائحتها كريهة)»، وارتفع عدد المنتسبين لجمعية المحققين الخاصين في الهند من 13 في 2005 إلى 1200 حالياً. ونظراً لازدهار هذه المهنة، فقد افتتح أول معهد خاص للتحقيقات الخاصة في كالكوتا. ويتم ترتيب نحو 90٪ من الزيجات في الهند، وتلعب التقاليد والأعراف دوراً رئيساً في المسألة، لذا يتوخى المقبلون على الزواج وعائلاتهم الحذر.

فإذا اكتشف، على سبيل المثال، أن الخطيبة تشرب البيرة أحياناً مع زملائها، أو ترتاد الملاهي الليلية، فإن ذلك يعد سبباً كافياً لإلغاء مشروع الزواج.

ويقول تانموي بتاتشاريا، الذي كُلف التحقيق حول خطيب ابنة شقيقه، إن «الهند بلد تقليدي جدا، ومع الزيجات المنظمة يبدو الأمر في غاية الصعوبة». وفي هذا السياق، وأثناء التحقيق حول فتاة تقدم أحدهم لخطبتها، لاحظ المحققون يوماً أنها غيرت سيارتها، ما جعل الشكوك تراودهم.

ولم يحصل المحققون على معلومات كثيرة عن الفتاة، إلا أنهم استطاعوا الوصول إلى حسابها الخاص على «فيس بوك»، ووجدوا أنها أنحف مما تبدو عليه في الصورة الموجودة على الموقع.

وتراوح تكلفة التحقيق ما قبل الزواج، لمدة 10 أيام، بين 200 و400 دولار، ويتم ترصد الهدف (الخطيب أو الخطيبة) إلى غاية 18 ساعة يومياً، ويستقي المحققون المعلومات من الزملاء والأصدقاء والجيران تحت ذرائع مختلفة.

ويقول المدير التنفيذي لوكالة نيودلهي للتحقيقات، سنجاي سبنغ «يجب الانتباه لأن الجيران يعرفون كل شيء، أحياناً أكثر مما يعرفه الشخص عن نفسه!».

الأكثر مشاركة