المرصد

«الميادين» مشروع إعلامي مثير للجدل

لايزال فضاء الإعلام العربي يتسع إلى مزيد من القنوات التلفزيونية، إذ أضيفت أخيرا قناة إخبارية تطمح في منافسة القناتين الإخباريتين الرائدتين في المنطقة. وتعرض قناة «الميادين» التي أطلقت حديثا من بيروت صور المسجد الأقصى والكنائس المقدسية وحائط البراق، وتركز على عرض صور شباب فلسطينيين تعرضوا لسوء المعاملة من قبل الجنود الإسرائيليين، ورجل مسن يحمل مفتاحاً رمزياً يوحي بحلم العودة إلى فلسطين.

ورفع المسؤولون على القناة شعارات قومية وعربية تدعم من خلالها القضية الفلسطينية وحركات المقاومة ضد الكيان الصهيوني.

وتحاول المولودة الجديدة أن تقارع وسائل إعلامية استحوذت على المشهد الإخباري في المنطقة، وبالإضافة إلى «الجزيرة» و«العربية»، هناك فضائيات عالمية تبث باللغة العربية تحاول أن تجد لها موطئ قدم عند المشاهد العربي، الذي أدمن متابعة الأخبار. ويدير القناة الصحافيان غسان بن جدو وسامي كليب اللذان تركا «الجزيرة»، بسبب خلاف حول تغطية أحداث «الربيع العربي»، وقالا إن التغطية كانت موجهة وغير متكاملة.

وتأمل «الميادين» أن تقدم بديلاً عن «الجزيرة» في وقت أثيرت تساؤلات كثيرة حول صدقية وسائل الإعلام العربية وحياديتها عتد التعاطي مع قضايا حساسة، مثل الأحداث التي تشهدها المنطقة حالياً، إلا أن الخلاف الأكبر بين القناتين يتركز حول الأزمة السورية.

وتريد «الميادين» أن تنقل الأحداث «كما هي» في اتهام صريح للقناة القطرية بالانحياز ضد طرف في الأزمة والمتمثل في النظام.

وكانت «الجزيرة» تأخرت كثيراً في تغطية ما يجري في سورية، وفجأة أصبحت الأزمة محل اهتمام القناة ولا تخلو نشرة أخبار من صور الأحداث الدامية والدمار والخراب. وخلافاً لتغطية الجزيرة، نادراً ما تبث «الميادين» صور ضحايا القصف وعمليات الدهم، ولا يظهر المسلحون على شاشتها إلا ما ندر. وتقول القناة إنها تسعى لإعطاء الفرصة لكلا الفريقين - النظام والمعارضة - للتعبير عن آرائهما. وعلى الرغم من اعتقاد العاملين في القناة بأنها مستقلة ولا توجد أي ضغوط عليها، توجه لها انتقادات كثيرة من قبل وسائل إعلام عربية وتصفها بالموالية لنظام بشار الأسد وحزب الله اللبناني. بل يذهب البعض بعيداً بادعائهم أن رامي مخلوف، ابن خال الرئيس، هو الممول الرئيس للقناة الجديدة. ومهما يكن، فإن الفضاء العربي يبدو قد وصل إلى حد الإشباع، وباتت صدقية ومهنية وسائل الإعلام محل شكوك عند المثقفين وعامة الناس، في الوقت الذي تبدو فيه المنطقة بأمسّ الحاجة إلى إعلام هادف يسهم في عملية التنمية والتطور، خصوصاً في هذه الظروف الحساسة التي يعيشها العالم العربي.

 

تويتر