المرصد

إسكندر نيغا.. مدافع عن الربيع الإثيوبي

لم تشفع الجوائز العالمية والخبرة الإعلامية الطويلة للصحافي الإثيوبي المتهم في قضية تتعلق بالإرهاب، اسكندر نيغا، أمام المحكمة الخاصة في أديس أبابا، إذ نطقت أخيراً بحكم قاس جداً سيقضي بموجبه الصحافي والمدون الفائز بجائزة «بان» الأميركية، 18 سنة في السجن.

وبالإضافة إلى نيغا صدرت أحكام متفاوتة ضد خمسة صحافيين آخرين يعيشون حاليا في المنفى. وكان نيغا قد أعتقل العام الماضي، عندما نشر مقالات على مدونته يتساءل من خلالها عما اذا كانت انتفاضات الربيع العربي يمكن أن يكون لها تأثير في إثيوبيا، كما شكك في كتاباته في اعتقال مواطنين اثيوبيين بموجب قانون مكافحة الارهاب الذي اصدرته البلاد.

ويقول حقوقيون ومراقبون إن إثيوبيا استغلت مكافحة الإرهاب لزج صحافيين ورموز المعارضة في السجون، بسبب ممارستهم السلمية لحرية التعبير، وتكوين جمعيات مدنية وحقوقية.

ولم تكتفِ السلطات بسجن الصحافي، بل كان لزوجته نصيب من التعسف والقمع، إذ سجنت وهي حامل بصحبة زوجها قبل سنوات، وولد ابنهما وهما في السجن. وفي حال أصرت أديس بابا على موقفها تجاه الصحافي، فسيرى الطفل والده حراً عندما يبلغ سن الـ.25 ويبدو أنه وزملاءه تخطوا الخطوط الحمراء التي رسمتها الحكومة الإثيوبية، ولم تقتصر الأحكام بالسجن على الإثيوبيين المعارضين، بل شملت صحافيين سويديين، دينا بدعم «جبهة التحرير الوطني أوغدان»، في يونيو، التي صنفت ضمن قائمة المجموعات الإرهابية من قبل البرلمان.

ومنذ ،2011 اعتقلت السلطات الإثيوبية 11 صحافياً ومدوناً، تمكن بعضهم الهروب إلى الخارج وتفادي الأحكام الجائرة. وفي خضم هذا التضييق القاتل على الإعلام في هذا البلد الفقير، يخشى أن يستفحل الفساد والدكتاتورية إذ لا توجد آليات لتغيير الأوضاع الراهنة بطريقة سلمية، وخلافا لأوضاع الصحافيين في بعض الدول التي تحكمها أنظمة شمولية، فإن الإعلاميين والمدونين يتعرضون لعقوبات جائرة عبر مؤسسات قانونية، ومن خلال تلفيق تهم باطلة. وقد تلقى الصحافي فاصل ينيلم حكمين قضائيين في ،2009 وكلاهما يقضي بالسجن المؤبد، وتساءل إن كان «سيعيش مرتين ليقضي المحكوميتين».

ومن جانب آخر يبدو البيت الأبيض متردداً في اتخاذ إجراءات ضد أديس أبابا، التي تقوم بممارسات منافية لحقوق الإنسان في التعبير عن الرأي، إذ عبرت الخارجية الأميركية عن استيائها من استهداف الصحافيين والمعارضين، في الوقت الذي لم تلوح فيه كالعادة بعقوبات.

ويذكر في هذا السياق أن إثيوبيا قدمت دعماً كبيراً لواشنطن، ولاتزال، في الحرب على ما يسمى بالإرهاب، فهي بالتالي حليف إقليمي يمكن التجاوز على بعض أخطائه «الفادحة».

تويتر