بينهم أطفال ونساء ونشطاء من منظمة «الفهود السود»

80 ألف سجين يعانون الحبس الانفرادي في أميركا

العزل الانفرادي في السجون الأميركية أثار استياء جماعات حقوق الإنسان. غيتي

يقبع في الحبس الانفرادي في السجون الاميركية ما يصل الى 80 ألفاً من الرجال والنساء، وحتى الاطفال في بعض الاحيان. ويروي احد المعتقلين في السجون الاميركية، والذي تم الافراج عنه (من الحبس الانفرادي)، رسل مارون شواتس، أن «فنيي التعذيب الذين طوروا نظام الحبس الانفرادي في هذه السجون يهدفون ليس فقط لعزل المعتقلين ذوي الصفات القيادية وانما يسعون ايضا لتدمير عقول واجساد الافراد، وتركهم معزولين حتى الموت».

وقضى شواتس في الحبس الانفرادي في سجن ولاية بنسلفانيا 30 عاماً، بعد ان اختاره السجناء رئيساً لهم في رابطة السجناء المحكوم عليهم مدى الحياة والمصدقة من قبل السلطات.

وعلى الرغم من عدم خرقه قواعد السجن لأكثر من عقدين من الزمان رفض مسؤولو السجن الافراج عنه واطلاق سراحه، ليعيش مع بقية السجناء داخل سور السجن الكبير.

وأشعلت الظروف القاسية التي يعيش فيها، وخضوعه لمدد طويلة من الحبس الانفرادي، حملة عالمية لإطلاق سراحه على الأقل من الحبس الانفرادي، وسرعان ما استقطبت تلك الحملة مساندة منظمات حقوق الانسان، وفي اقل من شهرين من تلك الحملات وافقت الامم المتحدة على اجراء تحقيق في قضية حبس شواتس حبساً انفرادياً مدة 21 عاماً.

وفي حين ان ولاية بنسلفانيا لم تتزحزح عن موقفها فان بعض المسؤولين في الحكومة الاميركية بدأوا يتفهمون هذه القضية، وعقدت لجنة مجلس الشيوخ القضائية الفرعية المهتمة بالدستور والحقوق المدنية وحقوق الانسان، جلسة استماع في 19 يونيو الماضي، وذلك لتقييم الكلفة المادية والامنية والانسانية الناتجة عن حبس السجناء في زنازين صغيرة بلا نوافذ ولمدة 23 ساعة في اليوم.

ومما لا شك فيه ان هذه الجلسة اكدت في همس ما كانت تنادي به جماعات حقوق الانسان لجيل من الزمان.

وفتحت الجلسة نقاشاً حاداً مع الصحف، امثال «لوس انجلوس تايمز»، «نيويورك تايمز»، «واشنطن دي سي»، وجميع الصحف الاخرى التي انتهزت الفرصة لشجب هذه الممارسة، ونادت بتغيير هذا النظام الذي يعيش داخله عشرات الالاف من السجناء.

وتعتقد منظمة «هيومان رايتس ووتش»، المعنية بحقوق الانسان، ان ما يصل الى 20 الف سجين معتقلون في سجون مخصصة فقط للحبس الانفرادي او ما يشبهه.

ولعل اشهر السجناء في هذا الخصوص ثلاثة من جماعة «الفهود السود» الشهيرة في اميركا، والذين قضوا اكثر من 100 عام في الحبس الانفرادي، موزعة بينهم في سجن ولاية لويزيانا، وحيث ان روبرت كينغ قد تم اطلاق سراحه بعد 29 عاماً من الحبس الانفرادي فإن زميليه، البرت وود فوكس وهيرمان ولاس، بدآ قبل فترة قصيرة مدة حبسهما الانفرادي التي تصل الى 40 عاماً، على الرغم من وجود قضية تطالب بالإفراج عنهما، وتنامي حركة عالمية من اجل حريتهما تساندها منظمة العفو الدولية.

إلا أن جميع من خاضوا في هذه القضية اغفلوا حقيقة مهمة ذكرها احد سجناء الحبس الانفرادي، ويسمى روبرت سليم هولبروك، الذي دخل السجن في سن 16 عاماً، وقضى معظم حياته وراء القضبان، إذ اشار الى انه «اذا نظرنا الى تاريخ الحبس الانفرادي نجد ان معظم رواده من السجناء السياسيين، ومحامي السجون، أو الشباب الثائرين المشاغبين، وهذه هي الطبقة من السجناء التي تحتل السجون الانفرادية في جميع انحاء الولايات المتحدة». وجاءت عبارات هولبروك مفاجئة لجماعات حقوق الانسان التي اعتادت التعامل مع خرق ادارات السجون لحقوق الانسان.

وتشير بعض الدراسات إلى ان السجناء الانفراديين يتعرضون للضرب الجسدي وأساليب الحرمان الاخرى والتحرش وغيرها.

تويتر