الفنانون.. وإعلام «تويتر»
شئنا أم أبينا فقد اصبحت خدمات التواصل التي تقدمها آليات «توتير» و«فيس بوك» جزءاً من العملية الإعلامية في عالمنا الحديث، الذي يشهد كل يوم تقدماً أو فتحاً ما في الإعلام وغيره من تقنيات حياتنا اليومية، لكن أن نسيء فهم عمل هذه الآليات والمواقع واستخدامها، وأن يتحوّل «تويتر» من موقعٍ للتواصل الاجتماعي إلى مكان للشتيمة والتراشق بالسباب والقذف من جانب بعض الفنانين والفنانات في العالم العربي، فهذا امر يبعث حقاً على الحزن والأسى، ويلفت انتباهنا الى أي مستوى اخلاقي انحدر اليه بعض الفنانين والفنانات، تحت شعار حرية التعبير.
يقول مراقبون إنه يبدو ان بعض الفنانين ينسي او يتناسى أنه التحق بالفن، سواء الغناء او التمثل انطلاقاً من ايمانه برسالة انسانية ثقافية نبيلة، وهي ادخال الفرح الى قلوب المستمعين والمشاهدين، من خلال الطرب والغناء الراقي، وكذلك ادخالهم في عالم من السعادة من خلال الأفلام والمسلسلات والمسرحيات التي تشرح قضايا المجتمع وهمومه، وتحاول تقديم الحلول لمشكلاته،
كان الإعلامي اللبناني طوني خليفة موفقاً للغاية وعلى قدر كبير من الجرأة المعهودة فيه، حينما تطرق الى هذا الموضوع في حلقته الاخيرة من برنامجه المعروف على تلفزيون «الجديد» اللبناني، حيث وجه انتقادات للفنانين والفنانات الذين يفقدون اعصابهم ويلجأون الى العبارات العصبية ومفردات الشتائم والتشهير والتحقير، والبداية كانت مع الفنانة الإماراتية أحلام، التي فقدت أعصابها على حسابِ «تويتر» الخاص بها وشتمت والدة أحد المغردين مستخدمة عباراتٍ نابية متخطيةً جميعَ حدود اللباقة،
كما انتقد كثيرون الفنانة اللبنانية هيفا وهبي لوصفها إحدى متابعاتها بالقردة، ردت هيفا على المنتقدين وعبر حسابها على «تويتر» بالقول: «هذا مزاجي ولا يهمني أحد»، في حين ترد المغنية اللبنانية دومينيك حوراني عبر حسابها، على الشتائم بالمثل متبعة القاعدة التي تقول «العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم»، ومتجاهلة فضائل التسامح والعفو.
من جانبها، شنت الإعلامية اللبنانية فدوى الرفاعي مديرة تحرير مجلة « نادين» هجوماً عنيفاً على منتقديها، ووصفتهم بأنهم قرود ووجهت التهديدات اليهم. أما الممثلة اللبنانية ليليان نمري، فقالت انها تعرضت كثيراً للهجوم، لكن لم يصدر عنها يوماً أي شتيمة، لأنها تحمل رسالة الشباب اللبناني وهمومه، وفي مداخلة للإعلامي جمال فياض، قال إنه يمكن ان يتفهم مواقف بعض الفنانين، حينما يصيبون نصيباً من الشهرة والمال، ويصبح لهم جمهور من المعجبين، ويصبحون قادرين على التلاعب بهؤلاء المعجبين، وتوجيههم الى حيث ما يريدون ولمهاجمة اشخاص أو منتقدين، مشيراً الى ان هذا هو ما حدث له مع معجبي المغنية العراقية شذى حسون، وأنه تعرض للشتيمة من المغني اللبناني ملحم زين.
ويقول خبراء في الإعلام بعض الفنانين يدخل في عالم من الغرور والوهم بمجرد ان يحقق قسطاً من الشهرة وتصبح له قاعدة من المعجبين، وينسى انه التحق بعالم الفن من غير ان يستكمل تعليمه الجامعي أو حتى الثانوي، ويصاب بمرض النرجسية والإعجاب بالنفس، ويصبح شديد الحساسية ازاء أي انتقاد لأدائه مهما كان شفافاً او موضوعياً، فينفجر في وجوه الآخرين، ويعطي لنفسه الحق في سبهم وقذفهم وتحقيرهم، والتعالي عليهم والتصرف بكبرياء واستعلاء، ما يفقده الكثير من احترام الذات واحترام الآخرين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news