الهند تموّل عيادات تخصيب للحفاظ على القومية البارسية

القومية البارسية من أنجح العرقيات في الهند. أرشيفية

تعتزم الحكومة الهندية تمويل عيادات خصوبة للمساعدة في الحفاظ على احدى القوميات المهددة بالانقراض وهي الطائفة الزرادشتية، التي تعرف بالبارسية. ووفدت هذه الطائفة الى شبه القارة الهندية للمرة الاولى قبل اكثر من 1000 عام من بلاد فارس بعد ان عانت الاضطهاد على يد الحكام في ذلك العهد. ولاتزال هذه القومية تتمسك بالديانة الزرادشتية التي نشأت في القرن السادس قبل الميلاد واصبحت في يوم من الأيام من اقوى الديانات في العالم، ويؤمن افرادها بإله خالق وتعاليم النبي زرادتش، ويعبدون النار كوسيلة للتطهر الروحي، ويتخلصون تقليديا من أمواتهم فيما يعرف بـ«ابراج الصمت»، إذ يصبحون طعاماً للنسور.

وتمثل القومية البارسية اليوم احدى القوميات الهندية الناجحة التي تلعب دورا قياديا في مجال السياسة، والتجارة والجيش وصناعة الترفيه، وينحدر من هذه القومية اسرة نيهرو غاندي الحاكمة، التي ظلت تسيطر على البرلمان الهندي منذ استقلال البلاد عام .1947 وظهرت هذه الاسرة الى الوجود عندما تزوج مقاتل الحرية، فيروز غاندي، انديرا نيهرو. وينحدر من هذه القومية أيضاً صانع السيارات الهندي الشهير، راتان تاتا، ومالك سيارات الجاكوار ولاندروفر، والروائي الهندي الشهير روهنتن مستري.

وعلى الرغم من هذا الماضي التليد والنجاح في شتى مناحي الحياة يتناقص عدد أفراد هذه القومية بسرعة كبيرة للحد الذي جعل زعماءها والحكومة الهندية يتفقان على خطة لزيادة معدل مواليدها وإنقاذها من الانقراض. وتناقصت اعدادها الى اقل من 115 ألف شخص عام 1941 ليصل الى 69.601 عام 2001 كما أظهرت نتائج آخر إحصاء سكاني نظمته الهند.

ويعتقد بعض المهتمين بهذا الشأن ان الاعداد تناقصت اكثر منذ ذلك الوقت، حيث تبلغ أعدادهم في مدينة مومباي التي تمثل قلب هذه القومية الهندية - الفارسية، بين 40 و45 ألفاً. ويعتقد احد زعمائها ان هذه القومية وقعت فريسة لنجاحها، اذ أصبحت باطراد متعلمة وثرية، ونتيجة لذلك صارت نساؤها تتزوج في سن متأخرة، بينما ينتظر شبابها الى حين تحقيق النجاح الذي يسعون اليه قبل الاقتران بشريكة العمر، ولهذا السبب يقل معدل الخصوبة لديهم خلال هذه الفترة من الانتظار.

ويقول أحد زعماء القومية في مدينة بومباي، خوجستي مستري، ان الحكومة رصدت ما يعادل 250 ألفاً استرلينياً لدعم عيادات الخصوبة التي تساعد هذه القومية على زيادة الانجاب في منطقة ماهاراشترا، ويضيف أن «هذا المشروع يساعد الازواج الشباب للذهاب الى اطباء خبراء ومتخصصين في مجال الخصوبة، وظللنا نفعل الشيء نفسه خلال السنوات السبع الماضية، وسنعمل على اطلاق هذا البرنامج في مناطق اخرى، وأثمر البرنامج عن مولد 232 طفلاً اضافياً».

وتخطط المجموعة ايضا لبناء شقق جديدة واسعة لتشجيع الأزواج الشباب من هذه القومية على مزيد من الانجاب وتكوين أسر كبيرة. ويعتقد مستري ان الاسرة البارسية ينبغي ان يكون لديها اربعة أطفال بدلاً من طفلين كما هو متبع لدى معظم هذه الأسر في الوقت الراهن. ويقول «يتزوج ابناؤنا في سن الـ31 بينما تتزوج فتياتنا في سن الـ،29 ولهذا فإن اخصب سنوات العمر تذهب هباء»، ويضيف «يخططون للحصول على الدرجات العلمية وبعد ذلك يفكرون في الحصول على وظيفة، ثم اخيرا يتذكرون الزواج».

بعض أفراد القومية تزوج من نساء لا ينتمين للعقيدة، ولهذا فإن اطفالهم غير معترف بهم داخل القومية. ويرفض مستري الاصوات المنادية بقبول أبناء الزواج المختلط لأنه يعتقد ان النسل الصافي للقومية، سينقرض خلال أجيال قليلة.

تويتر