المرصد

صرّح على حسابه «على تويتر»

على الرغم من أن مواقع التواصل الاجتماعي، مثل«فيس بوك»، و«تويتر»، تقدم خدمات اعلامية كبيرة ومتطورة، إلا ان معظم خبراء الاعلام يتفق على انها ليست مصدراً رسمياً معتمداً للأخبار، وليست بديلاً عن أدوات وآليات جمعها لانها اقرب ما تكون الى مساحة مفتوحة وحرة «للفضفضة»، ولكي يأخذ المشاهير، سواء كانوا سياسيين او نجوم مجتمع ورياضة وفن ودعاة ورجال دين وناشطين، وغيرهم، راحتهم من غير رقيب أو حسيب في كلام او دردشة تلقائية وليست محسوبة من قبل. ولاحظ مراقبون أن صفحات وحسابات المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت في الآونة الاخيرة مادة ثرية تلهث وراءها وسائل الإعلام لاستخدامها للنشر، غير أن اللجوء إلى ما في هذه الصفحات من كلمات للمشاهير أو مواقف لا يمر دائماً بسلام وقد يتسبب في أزمة، سواء للصحافي أو الوسيلة الإعلامية، بسبب استخدام هذه المواد من غير الرجوع الى اصحابها او بسبب انتحال حساباتهم واختراق خصوصياتهم. ومما يزيد الامور سوءاً وتعقيداً ما تتعرض له مواقف وكلمات هؤلاء المشاهير على «فيس بوك» و«تويتر» من تحريف او تبديل، وهو ما يثير غضب اصحابها الذين يسارعون الى نفي ما نسب اليهم، ولسان حالهم يقول: «لم نقل شيئاً من هذا القبيل».

وعلى سبيل المثال، تحدثت الصحف المصرية، أخيراً، عن انتشار صفحات مزيفة على «فيس بوك» باسم وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي، ما دفع المؤسسة العسكرية الى انشاء صفحة تواصل رسمية مع الوزير، والتهديد بملاحقة القائمين على الصفحات الوهمية. كما اثارت تغريدة على «تويتر» نسبت الى الداعية الاسلامي الشيخ الدكتور وجدي غنيم، تردد أنه حذر فيها من «الخروج على الرئيس المصري محمد مرسي، لأنه مؤيد من الله»، أثارت ضجة كبيرة في الاوساط السياسية والحزبية والثقافية رغم انه سارع الى نفي ان يكون قد أدلى بمثل هذه الاقوال.

كما لاحظ اعلاميون ان الفنانين هم اكثر فئات المشاهير عرضة لانتحال شخصياتهم وانشاء صفحات وهمية بأسمائهم والتلاعب بتصريحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، كما حدث مع الفنان السوري جمال سليمان الذي يقيم في مصر، والذي تلقى اتصالات كثيرة من اصدقائه يحذرونه فيها من شخص ينتحل شخصيته على «فيس بوك»، ويتفاعل مع معجبيه نيابة عنه. من جانبه، قال الفنان المصري خالد صالح ان شخصاً ما انتحل شخصيته وكتب آراءً بشأن ما يجري على الساحة السياسية، بل وابدى رأيه في بعض الشخصيات العامة، ما دفعه الى المسارعة بانه لا يملك أي حسابات على «فيس بوك» او «تويتر»، وانه لا علاقة له من بعيد او قريب بتلك الآراء والكتابات.

وكذلك سارع الفنان كريم عبدالعزيز الى ارسال بيان صحافي باسمه الى كل الاعلاميين يحذرهم فيه من ان هناك من ينتحلون شخصيته للقيام بعمليات نصب واحتيال باسمه. كما تكرر الامر هذا مع الفنانات غادة عبدالرازق ووفاء عامر ودنيا سمير غانم، مع اختلاف في بعض التفاصيل. بقي أن نقول إنه في ظل تزايد الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما «فيس بوك» و«تويتر» كمصادر للاخبار لابد للصحافي من التأكد من صحة مصادره ومعلوماته التي أخذها، والحصول على موافقة اصحابها قبل استخدامها ونشرها، وتشديد الجهات القضائية والرقابية والمؤسسات الاعلامية لنهجها الحازم تجاه هؤلاء، وتحذيرهم بمعاقبتهم قانونياً وملاحقتهم قضائياً.

تويتر