غورباتشوف نادم لقرار نشر صواريخ نووية في أوروبا
أبدي الرئيس الأخير للاتحاد السوفييتي، ميخائيل غورباتشوف، ندمه على قراراه نشر صواريخ اس اس 20 متوسطة المدى، التي تحمل رؤوسا نووية في اوروبا الشرقية وغرب روسيا، وقال في حوار لـ«موسكو تايمز»، ان هذه القناعة كانت متوافرة لجميع أفراد طاقم القيادة السوفييتية وقتها. تالياً مقتطفات من المقابلة.
- كيف تنظرون الآن إلى قراراتكم النووية واثرها في السلم العالمي؟
-- اشعر الآن بالندم على قرارنا نشر صواريخ متوسطة المدى تحمل رؤوسا نووية في اوربا. ما فعلته كان بمثابة من يضع مسدسا على رأسه، اذ انها زادت من خطر الحرب النووية، حتى وان تم ذلك نتيجة خطأ.
- ما العمليات التي كانت تجري في الاتحاد السوفييتي والتي ادت الى توقيع اتفاقية الحد من الصواريخ المتوسطة المدى بعدها؟
-- بعد اطلاق برنامج البروسترايكا، اقتنعت القيادة السوفييتية الى الحاجة في المضي قدما في عملية التخلص من السلاح النووي. وهذا ما عكس موقف جميع أفراد القيادة السوفييتية، حيث توصلنا الى نتيجة مفادها ان نشر الصواريخ متوسطة المدى في اوروبا كان خطأ كبيرا، لأنه سمح للولايات المتحدة بنشر صواريخ بيرشنغ2 التي يمكن ان تصل الى موسكو خلال خمس دقائق.
وبناء عليه فعند عقد قمة ريكيافيك مع الرئيس الاميركي رونالد ريغان، كانت القيادة السوفييتية متفقة على ازالة هذه الصواريخ.
وتوقعنا ان تكون هذه الاتفاقية الخطوة الاولى نحو، ليس انهاء سباق التسلح النووي فحسب، وانما تخفيض الترسانات العسكرية بصورة عامة. وقد تمكنا من تحقيق هذا الهدف.
- كيف تم حل التفاصيل المتعلقة بتنفيذ هذه المعاهدة؟
-- قامت لجنة استشارية مشتركة بحل جميع العقبات التي برزت خلال تنفيذ المعاهدة، وانا لا اتذكر انه كان هناك ضرورة لعرض اي قضية على الرئيس ريغان او علي.
وعندما اصبحت المعاهدة جاهزة، اصررنا على ان يتم توقيف المصنع الذي تقام فيه هذه الصواريخ في ولاية يوتاه، ووافق الاميركيون على ذلك.
- هل ترى هذه الاتفاقية والعملية التي أدت الى تشكيلها نموذجاً يحتذى بالنسبة لاتفاقيات المستقبل؟
-- العملية التي ادت الى اتفاقية الحد من الصواريخ متوسطة المدى ليست فريدة من نوعها، فقد استلزمت الكثير من المفاوضات الجادة وتقريب مواقف مختلفة نحو بعضها بعضاً، آخذين بالاعتبار مصالح كلا الطرفين، لكن الارادة السياسية كانت العنصر الاساسي، وهو الذي اظهره الجانبان.
لكن لسوء الطالع فإن وتيرة تخفيض الاسلحة النووية انخفضت فيما بعد الى عام 2010، عندما اتخذ الرئيسان الأميركي باراك اوباما والروسي ديميتري ميدفيديف خطوات مهمة الى الامام، فقاما بتوقيع اتفاقية ستارت جديدة، التي لم تؤد الى تخفيض مستوى الاسلحة الاستراتيجية فقط، وانما الى الانخراط في نظام مشترك من التحقق، لكن احراز المزيد من التقدم في هذا الاتجاه يعتمد على إبعاد الاسلحة عن العلاقات الدولية.