صينيون يحتجون على إزالة مقابر أجدادهم

الصينيون يتخلصون من مقابر أجدادهم لاستغلال الأرض الخصبة. أرشيفية

يبدو أن لا شيء يقف في وجه رغبة الصين الجامحة في تحقيق النمو، ومع تزايد الحاجة إلى الموارد، اضطرت السلطات إلى تجريف عدد كبير من المقابر وسط البلاد، ونظراً لأهمية الأراضي الخصبة في ضواحي محافظة «هاينان»، أرسلت الحكومة الجرافات لتسوية ملايين المقابر مع الأرض، الأمر الذي أثار غضباً لدى الصينيين، ونظراً لصعوبة التظاهر، وتنظيم مسيرات في الصين، شنّ الآلاف من رواد الانترنت هجوماً على السلطات المركزية، متهمين أياها بطمس معالم منطقتهم، وتدمير مقابر أجدادهم.

وتمتلك منطقة «زوكو» تاريخاً عريقاً، يبدو أنه لم يعد يهم بكين المتعطشة لزيادة الإنتاج. ولحد الآن، تمت تسوية مليوني قبر في المقاطعة، من أجل استثمار الأراضي في مشروعات زراعية وصناعية وسكنية.

وتقول الرواية الرسمية إن السلطات تهدف إلى زيادة المساحات القابلة للاستغلال الفلاحي، وتوزيعها على المزارعين، إلا أن مستخدمين للإنترنت يتهمون مسؤولين في الحزب الحاكم بتلقي رشى من كبار رجال أعمال وأصحاب نفوذ من أجل الحصول على تلك الأراضي، وإقامة مشروعات صناعية وعقارية.

ويقول موقع صحيفة «الشعب» اليومية، ان العائلة التي تتخلى عن قبر أحد أقاربها تتقاضى ‬120 يورو، إلا أن السلطات نادراً ما تمنح تلك المكافأة، وتتصرف الجهات المسؤولة عن التنفيذ بهمجية مع الأهالي، إذ تمنح العائلات مهلة محددة لنبش القبر ونقل الرفاة الموجودة بداخله، وإلا تدخلت الجرافات للقيام بالمهمة، واتهام من يعارض تجريف القبور بالتعلق بالطقوس الخرافية.

ويقول أحد سكان زوكو متحسراً على تدمير قبر جده «كأنني فقدت روحي، كأن الماضي يغتال أمامي». ويقول مدون على الانترنت «يبدو أن بلدنا قد فقد كل الأسس الأخلاقية».

ومن جانب آخر، وقع عدد كبير من الجامعيين وآلاف المواطنين، في مقاطعة هاينان، عريضة ينتقدون فيها سلوك الحكومة، ويطالبون بوقف التعدي على «حرمات الموتى». ولم تفلح الضغوط الشعبية في ثني سلطات المقاطعة عن المضي قدماً في تدمير المزيد من المقابر، كما استطاع المسؤولون التملص من قرار مجلس الأمة الذي يمنع تدمير القبور بالقوة ومن دون موافقة أهل صاحب القبر. وتراجع المدون زاز كيليو، (‬38 عاماً)، عن الحملة التي شنها ضد السلطات بعد تعرضه لضغوط، وتوقف عن مهاجمة مسؤولي المقاطعة على موقع «تويتر».

تويتر