«الجزيرة»: تساؤلات حول الموضوعية والتوسع
مع تسجيلها المزيد من النجاح والتألق عربياً ودولياً، تواجه قناة «الجزيرة» القطرية العديد من الشكوك والتساؤلات عن جدوى خططها التوسعية، ولاسيما اقتحام الإعلام الأميركي في عقر داره، من خلال شراء إحدى القنوات التلفزيونية الأميركية، وخططها لتقتحم بقناتها الإنجليزية 260 مليون منزل في 130 دولة.
كما يتصل قسمٌ ثانٍ من هذه التساؤلات بمدى التزامها معايير الموضوعية والحياد في تغطيتها الإخبارية للأحداث، لاسيما بعد اتهامات وجهها مراقبون ومشاهدون عرب لـ«الجزيرة» بأنها منحازة لدولة قطر والدول الحليفة لها.
قبل نحو عامين لعبت الجزيرة دوراً رائداً ومميزاً الى حد كبير في تغطية أحداث «يوم الغضب» في القاهرة، وهي الأحداث التي أدت الى الإطاحة بنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
وانعكاساً عملياً لما أنجزته الثورات العربية، فقد مهدت ثورة 25 يناير المصرية الطريق أمام قناة «الجزيرة»، التي انطلقت قبل 16 عاماً وتتخذ من الدوحة مقراً لها، الأرضية لخوض تجربة أكثر تعقيداً، وهي السعي إلى الاستثمار في سوق التلفزيون الأميركي،
وقامت «الجزيرة» المعروفة بتقاريرها الجريئة والثورية، بشراء شبكة تلفزيونية تابعة لنائب الرئيس الأميركي السابق آل غور، كما تخطط «الجزيرة»، التي لديها قناة ناطقة باللغة الإنجليزية وتصل إلى أكثر من 260 مليون منزل في 130 دولة مختلفة، لإطلاق قناة إخبارية في الولايات المتحدة تستهدف الوصول إلى 40 مليون منزل أميركي.
ويقول مراقبون إن «الجزيرة» تواجه اتهامات في قضايا صعبة تتعلق بتغطيتها الإخبارية، وما إذا كانت مستقلة حيث يتم تمويل المحطة بصورة جزئية من الحكومة القطرية، علاوة على أن الدور السياسي المتزايد لقطر في التحولات التي تشهدها المنطقة العربية، قد زاد من التدقيق في طريقة تغطية القناة للأحداث.
وقال جين كينينمونت، وهو باحث بارز في مؤسسة «تشاتام هاوس» البحثية في لندن: «زاد (الربيع العربي) من انتشار وصدقية قناة الجزيرة في الغرب، ولكنها أصبحت أكثر عرضة للنقد في العالم العربي، وبات يتم النظر إليها على أنها قناة مسيسة، على الأقل».
ويقول فريق من المراقبين إن «الجزيرة» تتسم بالحذر في ما يتعلق بالتقارير الإخبارية الحساسة حول قطر، لكنها تنفي أن تكون قد تباطأت عن التغطية المطلوبة لبعض الأحداث بسرعة.
من جهتها، تنفي «الجزيرة» أنها منحازة بأي شكل من الأشكال في تغطيتها الإخبارية، وتقول إنها بعيدة عن الأجندات السياسية».
وعلى الرغم من أن الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني، المدير العام لـ«الجزيرة»، هو عضو في الأسرة الحاكمة في قطر، فإن القناة تقول إنه لا علاقة له بالحكم، وإنه جزء من «إدارة محترفة ومهنية قادت (الجزيرة) للنجاح بغض النظر عن جنسيات أو ألقاب أعضائها».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news