المدخنون والمفرطون في الأكل يستنزفون الخزينة الأميركية

أميركا تنفق سنوياً ‬147 مليار دولار لمعالجة أصحاب السمنة. غيتي

نظراً للتكاليف الباهظة التي تتكبدها الحكومة الأميركية في رعاية المدخنين والمفرطين في الطعام، يعتقد بعض الخبراء أنه طالما اختار هؤلاء هذا الأسلوب المهدد للحياة فيجب تركهم لمصيرهم يموتون قبل الأوان بدلاً من محاولة تغيير طريقة عيشهم وعاداتهم الصحية السيئة.

وتنفق الحكومة الأميركية نحو ‬96 مليار دولار في العام لرعاية المدخنين، و‬147 مليار دولار لمعالجة أصحاب السمنة المفرطة. هذه التكاليف تصاحبها في بعض الأحيان محاولات بطولية لإطالة الحياة، بما في ذلك العلاج الكيميائي والجراحة وغيرهما من التدابير.

ولكن على الرغم من محاولات الإنقاذ هذه، فإن المدخنين يقضون نحبهم قبل ‬10 سنوات من بلوغ متوسط اعمارهم، والبدناء يموتون قبل خمسة إلى ‬12 عاماً من أوانهم المفترض، وفقاً لتقديرات الباحثين.

وتلقى محاولات الحد من التدخين، وعادات الأكل غير الصحية ردود فعل عنيفة: مثلاً الصراع القانوني الحالي حول الحد من حجم المشروبات السكرية، والحرب في العام الماضي في ولاية كاليفورنيا على مقترح إضافة دولار على كل علبة سجائر في شكل ضريبة، الذي لم يجد التأييد في نهاية المطاف.

ويقول الطالب سيباستيان لوبيز، بجامعة كوينز متحدثاً في سبتمبر الماضي، عندما أجاز مجلس مدينة نيويورك للصحة قواعد كميات الصودا «هذه هي حياتي، يجب أن أفعل ما يحلو لي فعله».

من ناحية أخرى، يعتقد بعض المراقبين أن تدابير ضبط تدخين التبغ والحد من السعرات الحرارية يشكلان عبئاً غير عادل على الفقراء لأنهم يدخنون أكثر من الأغنياء، وترتفع لديهم معدلات السمنة أكثر من غيرهم، وبما ان لديهم القليل من المال فإن ضريبة المبيعات تضر بهم. وكشفت إحدى الدراسات العام الماضي ان الفقراء المدمنين على النيكوتين في نيويورك، الولاية ذات الضريبة العالية جداً على السجائر، ينفقون ربع دخلهم كاملاً على التدخين.

هناك دائماً الكثير من المعارك التي تنشب عندما تصدر تشريعات تتعلق بالصحة العامة في أميركا. ويذهب الجدل مناحي شتى. على سبيل المثال، تشير بعض الدراسات إلى أنه طالما يموت المدخنون في وقت مبكر، فإنهم يكلفون الخزينة العامة أقل من الأشخاص الأصحاء الذين يعيشون لفترة أطول، وتظهر عليهم الحالات المزمنة مثل مرض الزهايمر.

ولكن لماذا تثير هذه العادات السيئة ردود فعل عنيفة؟ طالما أن واحداً من خمسة من البالغين في الولايات المتحدة مدمن على التدخين، وواحداً من أصل ثلاثة يعاني السمنة المفرطة، لماذا لا ندعهم يدخنون ويأكلون ما يحلو لهم ويذهبون الى قبورهم في عمر مبكر؟

والإجابة عن هذا السؤال أن الأمر لا يتعلق بهم وحدهم، كما يرى بعض اقتصاديي الصحة وعلماء السلوك البيولوجي، وباحثي الصحة العامة. يقول كبير الباحثين بمركز هاستنغز للسلوك البيولوجي، دانيال كالاهان «إن حريتك من المرجح أن تكون ضرراً لشخص آخر».

 

 

تويتر