«حماس» ومصر .. تراشق إعلامي
شهد هذا الأسبوع جولة جديدة من التراشق الإعلامي بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومصر، حول تجديد الأخيرة اتهاماتها للحركة بقتل الجنود المصريين الـ16 في هجوم استهدف الجيش المصري في سيناء خلال اغسطس الماضي، ليس هذا فحسب بل قالت جهات مصرية إنه تم ضبط أقمشة وخامات تستخدم في صناعة الزي العسكري المصري قبل تهريبها الى قطاع غزة. وحذر المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية من اقدام البعض على انتحال صفه ضباط وعسكريين وضباط شرطة مصريين، بعد أن تم العثور على أقمشة مطابقة لتلك التي تستخدم في خياطة زي الشرطة المصرية.
وفي اطار التصعيد ضد «حماس» قالت التقارير إن السلطات المصرية احتجزت في مطار القاهرة سبعة فلسطينيين ينتمون للحركة، لساعات عدة قبل الإفراج عنهم، حيث تضاربت المعلومات حول أسباب احتجازهم، إذ قالت بعض الصحف إنه وجد في حوزتهم خرائط دقيقة لمواقع ومؤسسات حيوية في مصر.
ومن الطبيعي ان ترد «حماس» على الاتهامات المصرية على لسان القيادي فيها، محمود الزهار، بالقول «نحن لا نعبث بأمنكم، نحن خدام لشعبكم الذي قدم الدعم والدفاع عن القضية الفلسطينية، ولن نسمح لأنفسنا بالانجرار إلى أي معركة سياسية أو إعلامية».
كما انتقد الزهار التقارير التي تحدثت عن اتهام مصر لحركة «حماس»، معتبراً أنها تهدف إلى إحداث وقيعة بين أهل مصر وغزة وقال «إن الحملات الإعلامية في مصر تتصاعد ضد (حماس) مع كل انتخابات».
ويقول اعلاميون فلسطينيون في غزة انه بصرف النظر عن تصريحات الزهار وفكره ومواقفه عموماً، وما اذا كنا نتفق معه او نختلف «أليس من حق أي فلسطيني ان يتساءل: لماذا هذه الاتهامات وهذا التصعيد من الجانب المصري؟ ولماذا في هذا التوقيت؟ وفي مصلحة أي طرف تصب؟ ومن المستفيد الأول من كل هذا؟ وهل من مصلحة حماس أي خلاف او افتعال أي ازمة مع مصر؟».
ويقول مسؤولون في «حماس» إن هناك اشخاصاً على صلة بإسرائيل واستخباراتها يقومون باختلاق وفبركة قصص ويرسلوها الى وسائل الإعلام لتشوية صورة «حماس» والإيقاع بينها وبين مصر، وان الحركة لم تتدخل من قبل في الشأن المصري، فكيف لها ان تتدخل الآن؟ مؤكدين انها لن تنجر الى اي معركة اعلامية او غيرها.
وفي القاهرة يقول مثقفون وإعلاميون مصريون ان الاتهامات التي توجهها السلطات المصرية لـ«حماس» تسيء الى الطرفين والعلاقات التاريخية بينهما، ودليل على ان الرئاسة والحكومة تريدان صرف الأنظار عما يحدث في مصر، وان «حماس» لم تتدخل من قبل في الشأن المصري، فما الذي يجعلها تتدخل الآن وتعبث بأمن مصر الآن وهي لم تفعل ذلك من قبل؟ وهل من الإنصاف ان نوجه اصابع اتهام قتل الجنود المصريين الـ16 الى «حماس» ونبريء اسرئيل أو نعفيها من المسؤولية على الاقل؟
وبثت الاتهام الجديد لحركة «حماس» بتنفيذ هجمات دامية في مصر قناة «إم بي سي مصر»، نقلاً عن مجلة «الأهرام العربي»، حيث ذكرت المجلة أنها تمكنت من الحصول بشكل حصري على أسماء منفذي عملية رفح، التي تعود وقائعها إلى الخامس من أغسطس الماضي، والتي راح ضحيتها 16 جندياً وضابطاً مصرياً على الحدود.