إنترفيو
مفكر غربي: العالم يفقد ثقته بالمبادئ الديمقراطية
يرى المفكر السياسي جوشوا كرلانتزك أن الديمقراطية في تراجع على مستوى العالم بشكل عام، ويقول في حوار مع مجلة «تايم»، وتنشره صحيفة «لوس أنجلوس تايمز الأميركية»، إن عدداً كبيراً من البلدان ترى أن الديمقراطية هي الانتخابات، ولا تلزم نفسها القواعد المتعارف عليها، مستشهداً بروسيا وفنزويلا كأفضل مثالين على الديمقراطية الهشة، وفي ما يلي نص الحوار:
-متى تكون الديمقراطية ضرورية، خصوصاً في شرق آسيا والشرق الأوسط؟
-- يبدو أن الحكومات غير الديمقراطية أثبتت أن بإمكانها توفير التطور الاقتصادي لبلدانها، ويمكن أن أعد 50 مثالاً في هذا السياق. أما الديمقراطية فتتمخض عن تحسن في مستوى المعيشة على المستوى البعيد، بما في ذلك زيادة معدلات العمر وتراجع حالات وفيات الأطفال، والمزيد من الحريات الاجتماعية والسياسية.
-أشرت في كتاباتك إلى سلسلة من الأسباب التي أدت إلى تراجع الديمقراطية حول العالم، كيف ذلك؟
-- ثمة إشكالية حقيقية بالنسبة لبعض الزعماء، وتتمثل في فكرة أن الديمقراطية تقتصر على العملية الانتخابية ليس إلا، والرئيس الفنزويلي الراحل، هوغو شافيز، خير مثال على ذلك، وعلى الرغم من الأشياء الإيجابية التي فعلها للفقراء، إلا أنه دمر سيادة القانون في بلاده.
- إلى أي مدى يمكن أن تتحول ديمقراطية هشة إلى استبداد؟
-- الديمقراطية الضعيفة والهشة جداً تكون في دول بين الاستبداد والممارسة الديمقراطية الشكلية، وتوجد في تلك البلدان حكومات تمثل قوى سياسية معينة، لكن النظام في الواقع لا يعمل بحرية وعدالة. وروسيا مثلاً تأتي في نهاية الطيف، حيث تجرى فيها انتخابات، لكن أن تسمع صوتاً خارج مبنى الكرملين فهذا أمر في غاية الصعوبة.
-ما الخسارة التي يتكبدها العالم عندما يختار عددٌ قليلٌ فقط من الدول طريقَ التعددية وحرية التعبير والمساواة وسيادة القانون؟ وما عواقب فوز النموذج الصيني؟
-- الصين ليست دولة ديكتاتورية كما كانت قبل أربعة عقود، لكن لاتزال بلداً غير مريح للناس. الأنظمة الاستبدادية أكثر جاهزية لخوض حرب ضد جيرانها مقارنة بالبلدان الديمقراطية، وهذا أمر لا يخدم حماية المصالح الدولية التي تحتاج إلى الأمن، مثل التجارة الحرة والملاحة البحرية، فضلاً عن حماية المناخ.
- هل هناك تحديات للديمقراطية في البلدان المتقدمة، مثلما حدث مع حركة «احتلوا وول ستريت» إذ عبر الأميركيون عن غضبهم إزاء ظروف معينة؟ من الذي يفقد جاذبيته: الرأسمالية أم الديمقراطية؟
-- العديد من الاحتجاجات كان ضد الظلم والأداء الحكومي السيئ، أو إخفاق الديمقراطية في منع مجموعة صغيرة من الاستيلاء على الامتيازات والموارد الاقتصادية لمجتمع بأكمله.
- تعاني بعض الديمقراطيات الصاعدة تفشي الفساد والكسب غير المشروع، وهناك قادة ومسؤولون يقللون من أهمية الديمقراطية ويفقدون ثقة الناس بها. ما الذي يجب عمله لمحاربة هذه الظاهرة؟
-- هذه المشكلة من شأنها أن تصحح تلقائياً مع الوقت، مع تبني الحكومات المزيد من الشفافية وحرية الإعلام. الأنظمة السياسية المفتوحة خير وسيلة لمحاربة الكسب غير المشروع. في كثير من الأحيان المشكلة تكمن في المفاهيم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news