«حماس» تلاحق تقليعات غريبة لشبان غزة
إطلاق شعر الرأس على طريقة «سبايكي» وغيرها من التسريحات «والبنطال الساحل»، وغيرها من التقليعات الغريبة ليست من قبيل الحرية الشخصية، وإنما هي تهمة تستوجب الملاحقة والاعتقال في قطاع غزة.
وعلى الرغم من قلة عددهم في القطاع، إلا أن شرطة الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، شنت حملة لملاحقة الشبان الفلسطينيين الذين يتبعون تقاليد غربية ويقومون «بتقاليع» خارجة عما هو مألوف في اللباس وإطلاق الشعر واللحى. وتصدر نبأ الحملة عناوين الصفحات الاولى لكثير من الصحف العربية، واحتل حيزا مهما في نشرات الاخبار في كثير من محطات الاذاعة والتلفزيون لكن حكومة «حماس» نفت رسميا وبقوة وجود أية حملة. ولم يفهم طارق النقيب (17 عاماً)، لماذا وبأي ذنب اقتاده رجال شرطة تابعون لحكومة «حماس»، إلى المركز ليحلقوا له شعره وليجعلوه يوقع على تعهد لم يقرأه. وطارق، كغيره من الشبان، يصفف شعره بالطريقة التي يحب، ولم يكن يعرف أن تسريحة شعره القريبة من تسريحة مشاهير ولاعبي كرة قدم، ستحوله يوما إلى متهم، وأن الشرطة تلاحق الشبان أصحاب «السراويل الساحلة» وقصات الشعر الأجنبية خارج المدارس، وفي الشوارع العامة.
وقال طارق: «أخذوني من الشارع، وقالوا لي: سنحلق لك شعرك، بدنا نطلعك راجل». ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل إن رجال المباحث صوروا الشاب المتهم قبل الحلاقة.
كما أوقفت الشرطة شباناً عديدين يرتدون سراويل على النمط الغربي «ساحله»، وعاقبوهم بطريقة لافتة، بأن لطخوها بالطلاء الأصفر، وعلى الرغم من النفي الرسمي من «حماس» للحملة، فإن شهادات معتقلين ومراكز حقوقية وحتى صور فيديو لمدير مدرسة يصفع طالبا على وجهه بشكل قاسٍ بسبب تسريحة شعره فضحت الحقيقة كاملة.
كما أن الحملة لا تتوقف عند هذا الحد، بل تستهدف أيضا النساء والفتيات غير المحجبات وحملهن على ارتداء الحجاب وكذلك منع النساء من تدخين «الشيشة» في المقاهي العامة وعلى الشواطئ، وعرض مجسمات للملابس النسائية الداخلية على واجهة المحال التجارية. وبررت «حماس»، وحكومتها الحملة بأنها تستهدف إعادة هؤلاء الشبان والنساء الى روح المسؤولية والإحساس بالانتماء إلى مجتمعهم ومشاركة بقية المجتمع معاناتهم من الحصار والشعور بهمومهم وقضاياهم من خلال تحريرهم، وتخليصهم من هذه التقاليع الغربية التي لا تمت بصلة لعاداتنا وثقافتنا وتقاليدنا.
جهات عدة بينها مركز «الميزان» لحقوق الإنسان استنكرت الحملة، ووصفتها بأنها تجاوز للقانون، وانتهاك لأبسط حقوق الإنسان من قبل جهات مكلفة بإنفاذ القانون. مشيرة الى أن سلوكيات أفراد الشرطة انطوت على تجاوزات للقانون تنتهك أبسط الحريات الشخصية للمواطنين. منتقدون آخرون تساءلوا: هل انتهت حركة «حماس» وحكومتها من حل جميع المشكلات، ونجحت في معالجة كل أسباب المعاناة لسكان القطاع بسبب استمرار الحصار، حتى تتفرغ لملاحقة الشبان ومحاسبتهم على ما يلبسون وما يفعلونه بشعرهم وذقونهم ووجوههم؟