محنة الأرامل في الهند ترافقهن حتى القبر

الأرامل الهنديات منبوذات من عائلاتهن والمجتمع. أرشيفية

يوجد في الهند نحو ‬40 مليون أرملة بمن فيهن فتيات صغيرات يصل سنهن الى أربع سنوات، جرى نبذهن من المجتمع، وأجبرن على التسول أو العمل في الدعارة كوسيلة للعيش وكسب الرزق. وتقول الرئيسة السابقة للجنة النسائية في الهند وهي الأرملة موهيني جيري «حسب التقاليد الهندوسية فعندما يموت زوج أي امرأة فإنها تصبح لا شيء، حيث تفقد كل طاقتها». وتشير جيري إلى أن العديد من الأسر المحافظة الهندية ترى أن الأرملة تصبح عبئاً.

وعادة ما يتم نبذ الأرامل من المجتمع ليس لأسباب دينية، وإنما بسبب التقاليد ولأنها تصبح كهدر مادي بالنسبة للعائلة. ويتم نبذ الأرامل من منزل العائلة، ويعشن بقية حياتهن في فقر مدقع وعزلة، وبصورة عامة كلما واجهت الارملة الهندوسية النبذ ازدادت القيود في وجهها.

وعندما يتوفى الزوج يتعين على الزوجة ان تتخلى عن كل الملذات الحياتية، والعديد من الأرامل في الهند تم طردهن من منازلهن وليس لديهن أي مكان يذهبن إليه، وهن لا يستطعن الزواج مرة ثانية، ولا يتعين عليهن لبس الحلي، ويجبرن على حلق رؤوسهن، ويرتدين الملابس البيضاء، حتى إن خيالهن يعتبر نذير شؤم، وهن عادة يعملن في التسول أو يعملن مغنيات في المعابد من أجل الحصول على الطعام، والعديد من الأرامل الشابات يجبرن على العمل في البغاء.

و‬28٪ من الارامل في الهند مؤهلات للحصول على التقاعد، بيد أن اقل من ‬11٪ منهن يتلقين فعلاً المبالغ التي يستحققنها، بمعنى أن الأرامل يبقين تحت رحمة عائلاتهن، وتقول جيري إن المرأة المتعلمة «يمكن أن تحصل على المال، بيد أن ذلك يحظر عليها أيضا عندما تصبح أرملة، ونحن نعيش في مجتمع ذكوري». ويقول الرجال انه استناداً إلى التقاليد فإن الأرامل لا يستطعن القيام بأي شيء «إذ إنهن لا يستطعن إطالة شعورهن، ولا يبدين زينتهن». وكانت بروميتا داس (‬85 عاماً) التي بلغت أرذل العمر وانحنى ظهرها، قد تزوجت في الـ‬12 من عمرها، وترملت في الـ‬15، وهي تعيش الآن في فرندافان، وهي مدينة في شمال الهند، حيث تعيش نحو ‬15 ألف أرملة في الشوارع. وهي تقول «جئت الى هنا عندما فقدت القدرة على العمل مطلقاً، وكنت أعمل في تنظيف المنازل. ولا أحد يهتم بي ولا أحد يحبني».

وعلى الرغم من أن زواج الأطفال في الهند غير شرعي، إلا أنه موجود، خصوصاً في ولاية راجستان في شمال الهند. ويبلغ سن شانتي خاتي ‬10 سنوات وهي أرملة منذ ثلاث سنوات، بعد غرق زوجها، ولا تذهب شانتي الى المدرسة، إذ إنها مشغولة دائماً بالعمل في الحقول. ولم يعد مسموحاً لها بحضور الفعاليات الاجتماعية، أو حتى اللعب مع الأطفال الآخرين.

تويتر