«غوغل» تضع فلسطين على خريطتها
انتصار إعلامي جديد للقضية الفلسطينية، جسده ما أقدمت عليه شركة محرك البحث الإلكتروني العملاق «غوغل» بوضع اسم دولة فلسطين على خريطتها. وأجرت الشركة تغييرا بسيطا على صفحتها الخاصة بفلسطين، إذ استبدلت كلمة «الأراضي الفلسطينية» بكلمة «فلسطين»، ما اعتبر اعترافاً رسمياً من الشركة بدولة فلسطين.
وقال المتحدث باسم الشركة في بيان «قمنا بتغيير مصطلح الأراضي الفلسطينية إلى اسم فلسطين، منذ الأول من مايو الجاري، ونحن بصدد التغيير نحو كلمة فلسطين في ما يتعلق بكل منتجاتنا». وعلى الرغم من صغر حجم التغيير، إلا أنه نال اهتماماً كبيراً من المواقع الإلكترونية والسياسية على السواء، إذ قامت بعض المواقع المتخصصة باستعراض مواقف مماثلة لموقف «غوغل». ويتوافر النطاق الخاص بفلسطين في «غوغل» باللغتين العربية والانجليزية، بينما يواصل النطاق الخاص بإسرائيل نشاطه من دون إجراء التغيير اللازم، بعد القرار الجديد لـ«غوغل»، الذي يأتي منسجما مع قرار الأمم المتحدة في نوفمبر الماضي بالاعتراف بفلسطين كدولة مراقب غير عضو، على الرغم من رفض الولايات المتحدة وإسرائيل للقرار.
وليست هذه المرة الأولى التي تنغمس فيها «غوغل» في نزاعات سياسية، إذ تم استخدام خرائطها في النزاع الحدودي بين كوستاريكا ونيكاراغوا. كما خاضت نزاعاً طويلاً مع الحكومة الصينية بشأن مسألة الرقابة على معلومات وبيانات المستخدمين، إلى جانب المحتوى الذي يتوافر من خلال محركها للبحث.
وفي معرض ترحيبها بالقرار، قالت السلطة الفلسطينية، إن ما قامت به «غوغل» خطوة بالاتجاه الصحيح، ونأمل أن تقوم بخطوات أخرى مماثلة تعزز تنفيذ هذا القرار في ما يتعلق بتغيير الخرائط التي تتضمن الأراضي الفلسطينية، التي صادرتها إسرائيل لمصلحة المستوطنات.
وعقب قرار الأمم المتحدة الاعتراف بفلسطين دولة غير عضو باشرت السلطة الفلسطينية استخدام اسم «دولة فلسطين» في مراسلاتها الدبلوماسية، وأصدرت طوابع رسمية لهذا الغرض.
خبراء إعلاميون وصفوا خطوة «غوغل» على بساطتها وتواضعها بأنها انتصار حقيقي كبير للفلسطينيين في إحدى أكبر الشركات الغربية، فالغرب هو الساحة التي تصول وتجول إسرائيل فيها بفعل جماعات الضغط الموالية لها والمدافعة عنها، لتسجل الإنجاز تلو الآخر فيها على حساب الفلسطينيين خصوصا، والعرب عموما.
ومن المنطقي والطبيعي أن تسارع إسرائيل إلى الغضب ورفض القرار، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، إن قرار «غوغل» يثير التساؤلات حول الأسباب «وراء التورط المفاجئ في السياسة الدولية لشركة محرك البحث، وهذا أمر مثير للجدل».
وقال مسؤولون إسرائيليون إنها ليست المرة الأولى التي تنحاز فيها «غوغل» في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ سبق لها في 2010، إن حددت في خدمة «غوغل للترجمة» أرض إسرائيل في حدود الرابع من يونيو 1967، مستبعدة الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، ومرتفعات الجولان السورية من خريطة اسرائيل. محللون فلسطينيون وعرب أببدوا ارتياحهم لقرار «غوغل»، واعتبروه إنجازا فلسطينيا في المعركة الاعلامية القائمة ضمن الصراع مع اسرائيل، ومؤشرا إلى ان جهات اعلامية ومنابر سياسية غربية بدأت تتحرر من قيود نفوذ إسرائيل، وجماعات الضغط الصهيونية الداعمة لها في العالم.