نساء أميركا اللاتينية.. تعليم أفضل وأجر أقل من الرجال
أشار تقرير نشر أخيراً، إلى أن الرجال يحصلون على أجور أفضل من النساء بنسبة 17٪ في أميركا اللاتينية. وعلى الرغم من أن ثمة تحسن على ما كان عليه الوضع قبل 10 سنوات، إلا أن النساء لايزلن يحصلن على أجر أقل من الرجال. وأصبحت النساء في أميركا اللاتينية أكثر تحصيلاً للعلم من أي وقت مضى، لكن الجميع يتساءل الآن عن أسباب حصولهن على أجور قليلة مقارنة بالرجال.
وركزت دراسة جديدة قام بها مصرف التنمية الأميركي على التناقض الواضح، وحاولت شرح أسبابه. وفي تحد للنظرية القائلة ان الآباء هنا يميلون نحو انفاق مال أكثر على تعليم الأبناء، كشفت الدراسة أن أميركا اللاتينية حققت توازنا في هذا المجال في ما يتعلق بالإنفاق على الأبناء من الجنسين، حتى انه في كثير من الحالات كان التوازن يميل نحو البنات.
لكن وعلى الرغم من تسلحهن بالعلم، فإن معظم الفتيات في أميركا اللاتينية لايزلن يعملن في مهن تتميز برواتب قليلة مثل التعليم، والصحة، او قطاع الخدمات، مثل المطاعم. وبالمقارنة، وجدت الدراسة أنه في مجموعة من الرجال والنساء من العمر نفسه ومستوى التعليم أيضاً، كان الرجال يحصلن على أجور أعلى بنسبة 17٪ من النساء. علماً بأن هذه النسبة انخفضت من 25٪ عام 1992، ولكن وتيرة انخفاض التباين في الأجر بين الجنسين لاتزال بطيئة.
ويرجع جزء من هذه المشكلة إلى أن أغلبية الوظائف ذات الأجر الأفضل والمتوافرة لخريجي المدارس العليا في المنطقة عادة ما تكون مخصصة للرجال، كما تقول ايزابيل لوندونو، المتخصصة في قضايا الجنسين، في العاصمة الكولومبية، بوغوتا.
وتتضمن هذه المهن سائقي الحافلات والشاحنات، والعاملين في الأمن والجيش، والعاملين في المناجم، والنفط، وتضيف أن «ثمة قطاعات اقتصادية وثقافية مخصصة للرجال».
وعندما يتعلق الأمر بحقل المهن ذات الأجر الكبير مثل القضاء والهندسة المعمارية، حيث تشغل النساء ثلث هذه المجالات، فإن الفجوة بين الجنسين تصل الى 58٪. وقال مؤلف الدراسة هوغو نوبو، «كان ثمة تقدم في العقود الاخيرة، ولكن الفجوة بين النساء والرجال لاتزال كبيرة».
وتقول لوندونو، وهي مدربة على أساليب الحياة، إن إحدى زبائنها تعمل مديرة تنفيذية في شركة مواد غذائية متعددة الجنسيات في كولومبيا. وعندما طالبت برفع راتبها إلى مستوى متساو مع زملائها من الرجال تعرضت للتوبيخ. وسألتها إدارة الشركة لماذا تريد كل هذا المال، مشيرة إلى الافتراضات الثقافية التي تستند الى الجنس في تحديد الراتب للعاملين. وفي النهاية تمت زيادة راتبها بنسبة 55٪.
وتقول مهندسة العمارة اناماريا فالسكيز، إنها عملت لمدة 15 عاماً في شركة حيث كانت تحصل على راتب يقل بنسبة 20٪ عن زملائها من الرجال. وأضافت «طيلة حياتي المهنية كنت أحصل على راتب أقل من الرجال، حتى عندما كانت سنوات خبرتي أكثر منهم. وكنت أطرح ذلك من وقت لآخر ولكن دون قائدة».
اكتشف نوبو أن التباين في الدخل يرجع من ناحية الى حقيقة أن النساء في أميركا اللاتينية يملن إلى العمل في دوام جزئي، كما أنهن عادة ما يعملن في وظائف غير رسمية، مثل بيع أطعمة مصنعة منزلياً في الشارع. وحسب المعلومات التي تم جمعها فإن واحدا من أصل كل 10 رجال يعمل بدوام جزئي في أميركا اللاتينية، في حين أن ربع النساء يعملن بهذه الطريقة.