إنترفيـــو

فيسك: قوات الأسد تسترد المواقع التي سيطر عليها «الحر»

روبرت فيسك.

قال مراسل صحيفة «الإندبندنت» البريطانية في الشرق الأوسط، روبرت فيسك، إن جنود الجيش السوري «قساة وعديمو الرحمة، ولا يأخدون أسرى»، مؤكداً في مقابلة مع موقع «قنطارا دوت دي اي» أن هناك مناطق كبيرة جداً هجرها سكانها، وأخرى لاتزال فيها الحياة مستمرة، وفي ما يلي نص المقابلة:

- سيد فيسك لقد عدت لتوك من سورية، ما انطباعك عما يجري هناك؟

-- هناك العديد من المناطق الكبيرة التي تم تدميرها، إضافة إلى أن هناك مناطق كبيرة جداً هجرها سكانها، ومناطق أخرى لاتزال فيها الحياة مستمرة، وهذا لا ينطبق على مركز دمشق فحسب، وإنما على معظم مدينة اللاذقية، حيث يتركز أعداد كبيرة من العلويين وينطبق الأمر ذاته على طرطوس.

- ما مدى الحرية المتاحة لك للحركة عبر المناطق السورية باعتبارك مراسلاً غربياً؟

-- قدت السيارة من بيروت إلى دمشق، وخلال النهار توجد نقاط تفتيش للجيش السوري، كما أن الطريق مفتوح، وعندما يصل المرء الى دمشق فإنه يسمع أصوات القذائف من ضاحية داريا القريبة جداً من طريق دمشق بيروت.

وعندما دخلت دمشق شاهدت طائرة تلقي بقنابلها على داريا، التي لاتزال تحت سيطرة الجيش الحر. وبعد ذلك طرت الى اللاذقية حيث سمح لي الجيش السوري بالوصول الى مواقع القتال.

- ما الانطباع الذي حصلت عليه من جنود الحكومة السورية؟

-- لقد كانوا عديمي الرحمة وقساة، ومن الواضح أنه جيش مصمِّم على هدفه، وهم لا يأخذون أسرى، وتحدثوا في إحدى الفترات عن قتل نحو ‬700 ارهابي، وهو الاسم الذي يطلقونه على المتمردين. وأراني أحد الجنرالات فيلم فيديو على هاتفه النقال لقتلى من المعارضة بلحى، وخلال التصوير كان حذاء عسكري يسحق وجوههم. وكان عدد من الذين تحدثت معهم جرحى. وعلمنا أن الطرفين ارتكبوا انتهاكات لحقوق الإنسان، لكن من الواضح أن قوات الحكومة تسترد المواقع التي سيطر عليها الجيش الحر.

- ثمة جدل كبير حول استخدام اسلحة كيميائية في سورية، ما رأيك؟

-- ندرك أن السلاح الكيميائي موجود في سورية لدى الحكومة، لكن ليس هناك دليل قاطع على أنه تم استخدامه. ويقول المتمردون إن قوات الحكومة استخدمت هذا السلاح ضد المدنيين، وتقول قوات الحكومة العكس. ولدى الأمم المتحدة تقرير يقول إن المتمردين استخدموا هذا السلاح، ولكن ليس هناك دليل ثابت أن النظام استخدم هذا السلاح.

وسألت أحد الجنرالات في دمشق فقال لي «ليس هناك داعٍ لاستخدامه، إذ إن لدينا طائرات ميغ ‬29 تسبب من التدمير اكثر بكثير من السلاح الكيميائي».

- في واشنطن ثمة حديث عن تسليح المتمردين وفرض منطقة حظر جوي، ما رأيك في هذه الأفكار؟

-- نسمع هذا منذ نحو عامين ونصف العام. وأعتقد أن الأميركيين يتحدثون فقط من دون تحرك على الأرض. والمشكلة الحالية أن الغرب يريد تسليح الجيش السوري الحر، وهم المنشقون عن الجيش السوري، ولا يريدون دعم الإسلاميين الذين تربطهم علاقة بـ«القاعدة»، لكن حالما يصل السلاح إلى سورية لا أعتقد أنه يمكن منعه عن أي جماعة معارضة.

تويتر