كبرى الشركات تستغل العمال في المكسيك

عمال مكسيكيون يحتجون على أوضاعهم السيئة. غيتي ــ أرشيفية

تستخدم المكسيكية، دونا راشيل، كلمة «استعباد» للدلالة على العمل الذي أنجزته خلال ‬16 عاماً، كمسؤولة عن الترويج للعديد من الماركات المختلفة، بدءاً من الشامبو وحتى المنتجات الغذائية. واستند عملها إلى تشجيع المستهلكين في المتاجر الكبيرة (السوبر ماركت) على اختيار منتجات بعينها، ومنذ بداية عملها وهي تحصل على أجر قدره نحو ‬10.57 دولارات يومياً قبل الضرائب، وبهذا الراتب يتعين على راشيل ان تزور خمسة متاجر يومياً على الأقل، وهي تدفع ثمن غذائها والمواصلات.

وأجرت شركة تدعى «ايل فاينانسيرو»، دراسة على العاملين: محصل مال من الزبائن وبائع أو مساعد، وهي الوظائف التي تطلبها شركات مثل «والمرت» و«الكترا» و«ماكدونالد» و«اوكس» و«الغلوبو». وتبين أن أقل مستوى لأجر العاملين لأكثر من ‬10 ساعات يومياً يبلغ ‬1.63 دولار في الساعة. وتم الحصول على هذه المعلومات من الموظفين، لدى إدارات الموارد البشرية، إضافة إلى عمال الشركات.

وعندما يذهب أي شخص للعمل في شركة «والمرت» على سبيل المثال، فإنهم يعرضون عليه الأجر ‬1.19 دولار في الساعة لمدة سبع ساعات، من ضمنها ساعة غداء يومياً، وهو ما يعادل ‬165 دولاراً شهرياً، أو يمكن أن يعمل المرء تسع ساعات من ضمنها الغداء ويحصل على أجر شهري قدره ‬276 دولاراً شهرياً. وفي ما يتعلق بشركة «الكترا» فإن العمل يمتد لـ‬11 ساعة عمل، اضافة إلى ساعتين للغداء، أي ‬13 ساعة انشغال في الشركة، ويوم عطلة واحد أسبوعياً، وتعتبر أول خمسة أشهر تدريباً، بعدها يصبح العامل مستحقاً لكل المنافع القانونية، والراتب الشهري ‬260 دولاراً.

ويرى الباحث في معهد الأبحاث الاقتصادية في جامعة المكسيك الوطنية «الفونسو بوزاس اورتيز» أن هذه الظروف التي تم وصفها في ما سبق في المكسيك، لا تظهر وجود تنافس، وإنما حالة تردٍّ. وقال إن «المنافسة تتعلق دائماً بالمؤهلات والتدريب وما يحدث هنا يعد استغلالاً».

واقترحت البروفيسورة في مدرسة إدارة الأعمال والاقتصاد في جامعة باناميركان، انطونيا تيرانا، أن تقوم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بزيارات إلى الشركات للتأكد من التزامها بالقانون، وقالت إن هذه القضية مثيرة للرعب من نواحٍ عدة.

تويتر