المرصد
الإعلام الأميركي كاذب ومنافق
«الإعلام الأميركي إعلام دعارة ونفاق ويروج الأكاذيب، والتغطية الإخبارية الموضوعية والحقيقية والنزيهة هي آخر اهتماماته»، هذه ليست كلمات أو توصيفات إعلامي عربي أو روسي أو صيني، وإنما من كلام وتوصيف واحد من أهل البيت. انه الإعلامي والناشر الأميركي المعروف، غيرالد سيلينتي، صاحب مركز قياس اتجاهات الرأي العام والتنبؤ بها، الذي ترك بصمات واضحة على العديد من شبكات التلفزيون والصحف في الولايات المتحدة.
ويقول سيلينتي إن الإعلام الأميركي يسير على قاعدة معروفة، وهي أن «التسويق والترويج هما كل شيء، والحقيقة هي لا شيء»، وعلى فلسفة أن المال يتكلم ولا كلام للنزاهة والاستقامة والعدالة.
ويضيف أن هذا الاعلام يمارس التضليل والترويج للأكاذيب، وحاول التستر على كذب الرئيس الأميركي السابق، بيل كلينتون، بشأن علاقته مع المتدربة السابقة في البيت الأبيض، مونيكا لوينسكي، وشارك في ترويج أكاذيب إدارة جورج بوش الابن بشأن أسلحة الدمار الشامل العراقية، ومخاطر تنظيم القاعدة لتبرير جر الأميركيين إلى حربي أفغانستان والعراق. ويواصل هذا الإعلام التضليل والترويج للأكاذيب والتلفيقات بصورة أخرى لتبرير الكثير من سياسات إدارة باراك أوباما وقراراتها.
ومن علامات النفاق والتخاذل المهني في الإعلام الأميركي، أنه لم يطالب بتحقيق جدي شامل في أي من القضايا والأحداث الجادة والمهمة في الولايات المتحدة خلال العقدين الماضيين مثل هجمات 11 سبتمبر 2001، والحروب المستمرة التي شنتها إدارة جورج بوش ضد المسلمين الذين لم يهاجموا أميركا، وتواصلها إدارة أوباما، أو تفجيرات بوسطن.
ويتساءل بعضهم عما إذا كان يحق للإعلام الأميركي التعبير عن دهشته واستغرابه تفضيل واشنطن أن تحكم سورية حكومة من تنظيم القاعدة، ومنظمات موالية له، بدلاً من النظام العلماني للرئيس السوري، بشار الأسد.
لكن هذا الإعلام يبقى عاجزاً عن تقديم إجابة عن هذا التساؤل أو أنه لا يعرف وغير راغب في ذلك. ومن أوضح الأمثلة على تناقض الإعلام الأميركي، حديثه الذي لا يتوقف لحظة عن أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ومسؤولين اسرائيليين يريدون من روسيا عدم تسليم سورية صواريخ «اس- 300»، بينما تقوم الولايات المتحدة بتزويد جماعات متشددة على صلة بتنظيم القاعدة بالأسلحة عن طريق دول عدة. خبراء في الإعلام يقولون إن موقف الإعلام الأميركي يفتقد الحساسية والشفافية ومعايير الأخلاق والمهنية، وانه حينما يتحدث شخص في وزن سيلينتي ومواصفاته، فإنه لابد من التوقف والتأمل طويلاً وعميقاً في ما يقول، ولا يمكن المرور عنه هكذا بكل بساطة.
ويضيف هؤلاء أن وسائل الإعلام في الولايات المتحدة تتباهى بأن لديها السقف الأعلى في العالم لحرية التعبير، لكنها في الوقت نفسه تعاني عيوباً وأخطاء قاتلة في الممارسات تقوض صدقيتها وشفافيتها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news