صاحب «أمازون» يشتري الـ «واشنطن بوست»
عندما اشترى مؤسس موقع «أمازون» الملياردير جيف بيزوس صحيفة الـ«واشنطن بوست» الأسبوع الماضي، كان ذلك بمثابة الصدمة للكثير من العاملين في مجال الصحافة والإعلام، خصوصاً إذا عرفنا أنه دفع لقاء هذه الصفقة 250 مليون دولار، وهو مبلغ يعادل ربع ما دفعه محرك البحث «ياهو» لشراء الصحيفة في مايو الماضي.
وبيزوس (49 عاماً)، المؤسس والمدير التنفيذي لموقع «أمازون» تم تصنيفه في المرتبة الـ19 في قائمة أكثر رجال العالم ثراء، وفي المرتبة الـ27 في قائمة أكثر الأشخاص نفوذاً في العالم، إذ تبلغ ثروته 28.28 مليار دولار حسب التقييمات الاخيرة لمجلة «فوربس»، ولذلك فإن هذا الرجل اشترى الصحيفة بماله الخاص وليس عن طريق قيام الشركة التي يديرها، أي «أمازون»، بعملية استحواذ على الـ«واشنطن بوست»، واضعاً بذلك نهاية لامتلاك عائلة غراهام منذ 80 عاماً لهذه الصحيفة التي اشتهرت في العالم بسبقها الصحافي الشهير عندما نشرت خبر فضيحة «ووترغيت» التي أدت إلى استقالة الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون.
وعلى الرغم من أن المفاجأة التي نجمت عن خبر بيع الصحيفة أدهشت الوسط الصحافي الأميركي، فإن كتاب الصحيفة ذاتها كان لهم النصيب الأكبر من هذه الدهشة، فقد اعترف كاتبها عيزرا كلاين بالقول « مثل أي شخص آخر فإني أشعر بالصدمة»، إذ إن بيزوس الذي نجح في العمل على الشبكة الدولية لا يريد منافسة هذه الصحيفة الشهيرة وإنما قام بشرائها.
وتضاربت التساؤلات والآراء حول هذه الصفقة وهدف بيزوس منها في الوقت الذي باتت الصحف الورقية التقليدية تعاني المنافسة الشديدة التي تفرضها الصحافة الالكترونية، وجرى تفسير الصفقة من قبل مراقبي الإعلام الأميركي من زاويتين: يرى أنصار الأولى أن ما جرى يبعث على الرضا والراحة، ومن هؤلاء الصحافي المخضرم دان راذر الذي قال «سيتضح لنا أن ما جرى كان يوماً عظيماً بالنسبة للصحافة». ومن جهته قال المستثمر والرئيس التنفيذي لفريقين رياضيين في مدينة واشنطن تيد ليونيس، إن «جيف بيزوس أحد أفضل رجال الأعمال في العالم كما أنه الأكثر ثراء أيضاً، وبالطبع فإنه سيكون مشرفا رائعا على هذه الصحيفة».
ولكن من ناحية أخرى، هناك من يشعرون بالتشاؤم من هذه الصفقة، اذ إنها ليست مجرد قضية إظهار بيزوس لثقته بمستقبل الصحافة، وإنما هي كانت نتيجة يأس عائلة غراهام من القدرة على بيع الصحيفة، ولكن بيزوس هو صديق العائلة. وقال رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة «واشنطن بوست» دونالد غراهام في ما بعد إنه بدأ التفاوض مع بيزوس على صفقة البيع قبل أقل من شهر.
وبغض النظر عن هذه الآراء فإن قيام مثل هذا الرجل في مجال الأعمال والذي حقق ثروة خيالية عن طريق الشبكة العالمية بشراء صحيفة ورقية يشير إلى أنه واثق بأهمية الكلمة المطبوعة على الورق، وأن هناك نسبة كبيرة من سكان هذا العالم الكبير لايزالوا يفضلون الصحف الورقية، خصوصاً أن الرجل بعث برسالة الى أسرة تحرير الصحيفة يخبرهم بأنه لن يتدخل في عملهم ولا يريد إجراء أي تغيير وإسقاط خبرته في مجال الانترنت على عمل الصحيفة الورقية.