سرقة شعر النساء أحدث وأغرب الجرائم في فنزويلا

فيما يمكن اعتباره أغرب الجرائم من نوعها في العالم، تتعرض النساء في فنزويلا لسرقة شعر رؤوسهن في وضح النهار، في مراكز التسوق والشواطئ والاماكن العامة، ليبيع اللصوص هذا الشعر لشركات الشعر المستعار بأسعار كبيرة، وتفاجئ العصابات، وبعضها نسوية، ضحاياها من النساء ذوات الشعر الطويل بمقصاتها الحادة، وتحاصرهن، وتجبرهن على فرد شعرهن لتقوم بقصه على الفور.

وتنشط عصابة «برنهاز»، التي تختص بهذا النوع من الجرائم في مدينة ماراكايبو، ثاني اكبر المدن الفنزويلية، داخل مراكز التسوق والأماكن المكتظة بالسكان في المدينة، التي يطلق عليها «لاس بلغاز»، وكثيراً ما يطوق اثنين أو ثلاثة من افراد العصابة امرأة في هذه الاماكن، للحصول على شعرها.

وتوعد الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، هذه العصابات برد قاس وقوانين تقتص منها قائلاً «سنلقي القبض على هؤلاء المجرمون، وسنسن القوانين لمحاربة هذه الجريمة»، ويتساءل باندهاش «أي نوع من الاعتداء هذا؟». ويدعي المسؤولون أن هذه العصابات جاءت من كولومبيا المجاورة.

أثار هذا النوع من الجرائم ضجة كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي، وأكد رئيس المباحث في المدينة، لويس نافاس، وقوع جريمتين او ثلاث من هذا النوع في اليوم الواحد، لكنه يؤكد أن الكثير من الحالات لا يتم الإبلاغ عنها، وانما تتناقلها مواقع تويتر وفيس بوك.

وتعاني فنزويلا بالفعل من تصاعد أعمال الجريمة مثل الخطف والقتل، حيث تعتبر معدلات القتل فيها الأعلى في العالم، والآن تواجه هذا التهديد الجديد.

وفقاً لمصففة الشعر في كراكاس، فلور جيل، تجد وصلات الشعر سوقاً رائجة وقيمة تجارية عالية للغاية في فنزويلا والدول المجاورة، اذ يصل السعر في بعض الاحيان الى 800 دولار أميركي للشعر الطبيعي و500 دولار للاصطناعي.

وتحدث رئيس بلدية ماراكايبو، افيلنغ تريخو دي روزاليس، الى وسائل الاعلام المحلية قائلا: «إن وحدة خاصة من الرجال والنساء يجري توزيعها في مناطق معينة من المدينة لمنع وقوع مثل هذه الحوادث»، ويقول نافاس، انه تم وضع خطة موضع التنفيذ، ونشر وحدات لحراسة مداخل مراكز التسوق، وهي المناطق التي غالبا ما تقع فيها مثل هذه الهجمات.

ويضيف «أنه الجنون بعينه، فعلى رأس انعدام الأمن وعمليات الخطف ونقص الغذاء، بدأنا نقلق بشأن بناتنا وزوجاتنا كونهن صرن ضحايا لصوص الشعر».

ماراكايبو، التي تقع على الحدود مع كولومبيا، تخوض معركة طويلة بلا جدوى مع تفشي الجريمة، التي تتمثل في عمليات القتل والخطف والتهريب على طول الحدود.

ويقول نافاس انه «علينا أن نأخذ هذه الجريمة على محمل الجد، اذ صار لدينا مجموعة من السكان، معظمهم من النساء اللاتي تراوح أعمارهن بين 16-35، يشعرن الآن بقلق يغذي حياتهم بخوف دائم».

هذا النوع من الجرائم في واقع الأمر، انعكاس للحالة الأمنية السيئة للغاية التي تواجهها البلاد، اذ يستطيع اللصوص بسهولة اعتراض وسرقة ممتلكات امرأة في مركز تجاري، دون خوف من القصاص، ناهيك عن سرقة شعرها، كما أن الجريمة هي أيضا مربحة بشكل واضح مقارنة مع سرقة الهواتف المحمولة.

هذا العام اصبحت ماراكايبو على قائمة أخطر 50 مدينة في العالم، وما يسهل الجريمة فيها، تفشي الفساد في صفوف الشرطة وقوات الأمن، كما أن نظام العدالة هو الأسوأ من بين أنظمة العالم.

وعلى الرغم من أن هذه المسألة أصبحت الآن على رأس الاولويات في جدول أعمال الحكومة الجديدة التي يقودها مادورو، التي اتخذت بعض الاجراءات لكبح جماح الجريمة العنيفة، إلا أن معدلات الجرائم تفوق قدرات الحكومة على مكافحتها.


 

الأكثر مشاركة