تظاهرة ضد ما سمي التدخل الأميركي في الشؤون الكوبية. أي.بي.أيه

واشنطن تعيد تقييم برنامج الترويج للديمقراطية في كوبا

جاء اعتقال الموظف العامل في منظمة «يو اس ايد» الخيرية الاميركية الآن غروس بتهمة التجسس، في كوبا خلال ديسمبر الماضي، ليثبت بأنه صداع كبير للإدارة الاميركية. وعلى الصعيد الخارجي، يمكن لمثل هذا الاعتقال ان يعرض للخطر نظرية مفادها أن إدارة الرئيس باراك اوباما يمكن أن توقف عملية تحسين العلاقة مع جارتها كوبا.

وعلى الصعيد الداخلي، بدأت إدارة اوباما عملية مراجعة شاملة للبرامج الحكومية التي تعمل للترويج للديمقراطية في كوبا، بحيث تعيد تقييم تأثيرها، لكن الإحراج الذي حدث نتيجة اعتقال الموظف غروس بتهمة التجسس، والعلاقة مع برامج الترويج للديمقراطية المثيرة للجدل، سلط الضوء على مساحة ضبابية من سياسة الولايات المتحدة، التي يمكن أن تنطوي على نتائج سلبية على مستقبل العلاقات بين كوبا واميركا.

ونشرت التفاصيل المتعلقة باعتقال الان غروس على موقع ابسايد داون في يناير الماضي. ومنذ ذلك الحين، انكشف المزيد من المعلومات. وادعت حكومة الولايات المتحدة ومعظم وسائل الاعلام، بان غروس كان يساعد اليهود الموجودين في كوبا، إلا أن زعيم الجالية اليهودية في كوبا قال إنهم لم يسمعوا باسم هذا الرجل. وتعرضت الادارة الاميركية للضغوط من السياسيين وأفراد المهجر الكوبيين.

ومنذ التسعينات في القرن الماضي قامت واشنطن بتمويل العديد من البرامج المعدة للترويج للديمقراطية من حيث الظاهر في كوبا. وكانت تدار جميعها من قبل منظمة «يو اس ايد». وجاء اعتقال غروس ليسلط الضوء على هذه البرامج التي كانت مثار تساؤل خلال السنوات القليلة الماضية، بسبب قضايا الفساد والشفافية. وتدار برامج المساعدة في كوبا من قبل «مكتب المبادرات الانتقالية». واشار تقرير صادر عن الكونغرس عام  إلى2009 انه «بخلاف العديد من برامج المساعدات الاجنبية، فإن برنامج المبادرة الانتقالية يتم تشغيله على مدى قصير، كما أنه لا يحوي التفاصيل المتعلقة بميزانيته على نحو صحيح. وكان قد تم تسليط الضوء على الفساد الموجود ضمن برامج الديمقراطية في كوبا عام 2008، عندما اوقف رئيس اللجنة البرلمانية للعلاقات الخارجية هوارد بيرمان صرف 45 مليون دولار كانت مخصصة لبرامج كوبا في ذلك العام. وكتب بيرمان مذكرة لمساعد المسؤول عن الشؤون القضائية يتساءل حول «زيادة بأربع أضعاف» في تمويل برامج الترويج للديمقراطية في كوبا، بالنظر الى الخداع وقلة الشفافية في عمل هذه البرامج، وطلب ايقاف صرف المال حتى ترد «يو اس ايد» على عدد من الاسئلة حول عدد من الانتهاكات، وصرف الأموال.

وتخضع شرعية هذه البرامج إلى الكثير من التدقيق حاليا. ووصفت جوليا سويغ من مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، نموذج هذه البرامج التي كان السيد غروس يعمل بها بأنها استمرار لـ«تكتيكات الحرب الباردة». موضحة انه قبل عام 1989 كانت تجري هذه العمليات بصورة سرية، لكن نظراً لعدم وجود نفوذ روسي في كوبا فإن الولايات المتحدة تقوم بها بصورة علنية. وأشار المدير التنفيذي لصندوق المصالحة والتنمية جون ماكوليف إن العمل الذي كان يقوم به غروس ليس غير شرعي بموجب القانون الكوبي فحسب، وانما بموجب قانون الولايات المتحدة ايضا.

الأكثر مشاركة