غلاء المهور يخلف آلاف الضحايا بين النساء في الهند

التقاليد الهندية فرضت على عائلة العروس تجهيزها بالذهب. أ.ف.ب

تعاني المرأة الهندية العنف والتهميش، في وقت ارتفعت نسبة الجرائم ضد النساء في السنوات الأخيرة بشكل كبير. وعلى الرغم من ازدهار الطبقة الوسطى، وجهود الهند الحثيثة لتطوير نمط الحياة، إلا أن ذلك لم يسهم كثيراً في تحسين وضعية النساء في هذا البلد. وتلقى آلاف النساء حتفهن سنوياً، بسبب مشكلات تتعلق بالمهور والحياة العائلية. وذكر المكتب الوطني لسجلات الجريمة أن 8233 امرأة قتلن في 2012 بسبب خلافات حول المهر، وهذا يعني أن امرأة تلقى مصرعها لهذا السبب كل ساعة. وقد تصاعد العنف في هذا الصدد بنسبة 3% في السنوات الخمس الماضية، كما أن وتيرة العنف الأسري ارتفعت بشكل لافت أيضاً.

ومن المرجح أن يكون نطاق هذا النوع من المشكلات أوسع مما توحي به الإحصاءات، لأن العديد من النساء وأولياء أمورهن يترددون في تقديم شكاوى خوفاً من الفضيحة، التي ستدمر فرص بناتهم الأخريات في الزواج، حسب ما قاله متخصصون. ويرجع علماء الاجتماع والناشطون في مجال حقوق المرأة ذلك إلى النزعة الاستهلاكية في الهند، حيث البضائع التي كانت في الماضي نادرة وباهظة الثمن، مثل الأجهزة والسيارات، باتت متوافرة الآن، لكن لاتزال بعيدة عن متناول العديد من العائلات.

ويعتقد المدير السابق في «جمعية آسيا» والأستاذ في كلية جامعة كولومبيا للعلاقات الدولية، فيشاكا ديساي، أن ظاهرة حرق العرائس والهجمات القاتلة الأخرى، الناجمة عن «خيبة الأمل في قيمة المهور»  تراجعت تدريجياً بعد الاستقلال (في 1947) في الوقت الذي بدأت مستويات التعليم والدخل في الارتفاع. ويضيف الخبير قائلاً إن الهند أصدرت قانوناً في 1961، يحظر دفع المهر كشرط للزواج، إلا أنه تم تجاهل القانون على نطاق واسع، خصوصاً بين المنضمين الجدد إلى الطبقة الوسطى من المجتمع.

ولقرون خلت، فرضت التقاليد على عائلة العروس تجهيزها بالذهب والطقم الخاص بالعرائس، قبل أن تنتقل إلى بيت زوجها، ويعد ذلك تأمينا ماليا لها. ويعتقد باحثون أن الحداثة زادت الأمور تعقيدا، إذ توفر مواقع التعارف سهولة في معرفة المستوى المعيشي والوضع الاجتماعي للزوج، وهو المستوى الذي يتم على أساسه موافقة عائلة العروس، ويتم ذلك بسبب شجع عائلة الزوج التي تطالب دائما بمهر أكبر ـ تقدمه عائلة العروس. والأمر الذي زاد الطين بلة، تضاؤل عدد الإناث مقابل الذكور (940 امرأة لكل 1000 رجل)، ويعود ذلك إلى ثقافة خاطئة سادت في السنوات الأخيرة، إذ تفضل العائلات الهندية الذكور على الإناث، وباتت التكنولوجيا الحديثة تساعد هذه العائلات على معرفة جنس الجنين، ومن ثم إجهاض الحمل غير المرغوب فيه في المراحل الأولى.

تويتر