أزواج يخطفون أبناءهم في بريطانيا

تأكدت مخاوف ماي مورغن، عندما اتصلت بزوجها السابق عبر الهاتف، فقد تحول الخط إلى مكالمة دولية على الرغم من أنها تتصل برقم محلي. وعلمت بأن زوجها السابق أخذ ابنتهما البالغة من العمر ست سنوات، وغادر أيرلندا، وانتهت علاقتها بزوجها السوري، الذي يدعى مصطفى، بسبب خلافات مزمنة، فقد كان يضربها بعنف حتى يغمى عليها.

ظاهرة متنامية

انتشرت ظاهرة خطف الأطفال من قبل ذويهم في بريطانيا بشكل لافت في السنوات الأخيرة. وتتلقى السلطات الأمنية عدداً هائلاً من البلاغات سنوياً، في ظل عدم وجود إحصاءات دقيقة لحالات الخطف التي يتعرض لها الأطفال على أيدي أحد الوالدين. وأشار تقرير لوزارة الخارجية البريطانية، صدر العام الماضي، إلى أن حالات خطف الأقارب للأطفال ارتفعت بنسبة 88%، فقد بلغت 512 حالة في 2011، مقابل 272 حالة في 2003.

وبعد أن حكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ، ظل الأب يتواصل مع ابنته لويز، مع أن الأم لم تكن تشعر بالارتياح وكانت دائماً قلقة من تصرفات زوجها، ولأنها تخشى خطف ابنتها، فقد حذرت الأم صغيرتها قائلة: «إذا أخذك والدك إلى مكان فيه طائرات أو سفن، اصرخي وارفعي صوتك قدر الإمكان، وأخبري أقرب شخص بالغ بجانبك أنك تريدين أن تتصلي بماما». وكانت ماي تدرب لويز باستمرار على كيفية التعامل مع حالة خطف، كما لقنتها رقم هاتفها، ولكن جهود الأم باءت بالفشل، فقد نجح مصطفى في أخذ ابنته معه إلى سورية، في العام 2011. وبعد سنتين، انتقلت لويز مع والدها إلى قبرص، وبعد أن علمت ماي بوجود ابنتها في قبرص رحلت إلى هناك وعملت في وكالة سياحية، والتقت بزوجها السابق وابنتها، لكن لم تستطع في البداية استرجاع حضانتها لها، بسبب تعقيدات القوانين في قبرص. وقبل أشهر، تمكنت ماي من الحصول على حضانة مؤقتة لابنتها على أمل أن يعيشا معاً في المستقبل، وذلك بعد أن تتوصل إلى حل مع طليقها.

لا توجد إحصاءات دقيقة لحالات الخطف التي يتعرض لها الأطفال على أيدي أحد الوالدين، وأشار تقرير لوزارة الخارجية البريطانية، صدر العام الماضي، إلى أن حالات خطف الأقارب للأطفال ارتفعت بنسبة 88%، فقد بلغت 512 حالة في 2011، مقابل 272 حالة في 2003. وتقول مؤسسة «ريونايت»، التي تعنى بلم شمل العائلات، إن 70% من الاختطاف العائلي في المملكة المتحدة، تقوم بها نساء. وفي أغلب الحالات تتزوج تلك النسوة برجال أجانب، وبعد أن تنتهي العلاقة يحدث الخلاف حول حضانة الأطفال، الأمر الذي قد ينتهي بالخطف.

وفي حالات كثيرة أخرى يتعرض الأطفال للخطف على يد أمهات أجنبيات، تماماً كما حدث مع نيل ونيغتون، الذي اختلف مع زوجته الروسية، فتركت البيت وأخذت ابنتهما البالغة من العمر سنتين معها إلى روسيا. وتم ذلك بعد أن أوهمت زوجها بأنها ستذهب لقضاء عطلة نهاية السنة مع أهلها. وهددت ونيغتون بأن تحرمه من رؤية ابنته - وقد فعلت - إن لم يدفع لها نصف ما يتقاضاه من مال. ويقول الوالد المحبط: «لقد هددتني وقالت انها ستذهب إلى المحاكم الروسية وتحذف اسمي من شهادة ميلاد ابنتي، وبالتالي لن تعرف أن لديها أباً بريطانياً». ولا يعرف ونيغتون كيف تبدو ابنته الآن، فقد غابت عنه خمس سنوات، وكانت لم تتجاوز حينها أربع سنوات. وكل ما استطاع أن يفعله الآن هو نشر صور ومقاطع فيديو له مع ابنته، على مواقع التواصل، حتى تراها عندما تكبر وتبحث عن والدها. يذكر أن ظاهرة خطف الأطفال في بريطانيا انتشرت بشكل لافت في السنوات الأخيرة، وتتلقى السلطات الأمنية عدداً هائلاً من البلاغات سنوياً.

 

 

الأكثر مشاركة