لندن تفشل في إبعاد الغجر عن أراضيها
تنام السيدة لاكوستا والعشرات من أبناء جلدتها، من الغجر، في شوارع «بارك لين»، إحدى أكثر مناطق مدينة لندن ثراء، وهي تكسب رزقها، مثل الآخرين من التسول، لذلك فإنهم يشكلون إزعاجاً للسكان، كما أنهم ساهموا في ارتفاع معدل الجريمة. وكانت الحكومة قد حاولت إعادتهم الى البلد الذي جاءوا منه، وهو رومانيا، إذ أرسلت الشرطة أكثر من 20 غجرياً بالطائرات والحافلات على حساب دافع الضرائب البريطاني، عبر خطة اعتبرتها وزارة الداخلية الطريقة الناجعة للتخلص من الغجر بأسهل الطرق وأقلها تكلفة، بعد أن يتجاوز هؤلاء الحد المسموح به في بقائهم في بريطانيا، وهو 90 يوما. لكن عندما تابعت صحيفة «الصندي تلغراف» الغجر إلى رومانيا، حيث تمت إعادتهم، أصر جميعهم على أنهم ينوون العودة إلى لندن في أقرب فرصة، وهذا ما حدث فعلاً، إذ ان منطقة «بارك لين» أصبحت تعج بالغجر من جديد، لأن نحو ثلث الذين تمت إعادتهم الى بلادهم رجعوا الى لندن والسيدة لاكوستا منهم. وكانت عودتهم بعد انقضاء ما يعرف بعطلة الصيف في رومانيا، الأمر الذي يؤكد فشل خطة الدولة في إبعاد هؤلاء الغجرعن لندن، واعتبر مجلس مدينة ويستمنستر، وهي السلطة المسؤولة عن المنطقة أن ما جرى عبارة عن مهزلة تشجع أشخاصا على بدء حياتهم المهنية في التسول.
ولاتزال هذه الدائرة مستمرة، إذ ان عودة الغجر إلى لندن جعل «بارك لين» تعج من جديد بالمتسولين، حيث كان هناك 114 منهم في المنطقة يمضون ليلهم تحت البطانيات وداخل صناديق الكرتون إلى جانب معارض السيارات الفارهة التي يزيد ثمن الواحدة منها على مئات الآلاف من الجنيهات الاسترلينية. وفي الساعة السابعة والنصف من صباح كل يوم يجمع هؤلاء الغجر حاجياتهم، ويتفرقون في شتى أنحاء العاصمة من أجل التسول.
وفي يوليو الماضي، وافقت السيدة لاكوستا (38 عاماً)، التي تعيش في «لاسي» في شمال رومانيا على العودة إلى وطنها بالحافلة، وقامت بهذه الرحلة التي تستغرق ثلاثة أيام لقطع مسافة 1600 ميل، كي تعود إلى زوجها وأطفالها الثمانية، ولكنها عندما عادت هذه المرة جلبت معها زوجها، الذي كان يجلس ويلعب الورق مع عدد من الغجر الآخرين، في حين كانت زوجته تمضى نهارها في التسول. وقال السيد لاكوستا «جئنا إلى هنا كي نعمل، لأن لدينا أطفالاً في الوطن».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news