المرصد

لا للإفلات من عقاب جرائم قتل الصحافيين

مقتل المذيعة التلفزيونية العراقية نورس النعيمي، قرب منزلها في الموصل شمال العراق، هو أحدث جريمة ضد الإعلاميين، ودليل آخر على خطورة العراق والمنطقة العربية بشكل عام كبيئة لعمل الصحافيين. وذكرت قناة «الموصلية»، التي تعمل فيها نورس، أن مسلحين مجهولين أمطروها بوابل من الرصاص قرب منزلها في حي الجزائر شرق الموصل، ليرتفع عدد الصحافيين الذين قتلوا في العراق منذ أكتوبر الماضي إلى أربعة صحافيين.

وبلغت صرخة الأمم المتحدة تألماً واستياء من ما يتعرض له الصحافيون ذروتها بإعلانها يوم الثاني من نوفمبر يوماً عالمياً لحمايتهم، والتعاطف معهم، في ما يتعرضون إليه من جرائم قتل، واختطاف واعتقال وتعذيب.

واعتبرت الدول الأعضاء في لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ذلك اليوم يوماً عالمياً لإنهاء الإفلات من العقاب عن الجرائم بحق الصحافيين، وللتعاون بين الدول لتوفير الحد الأدنى والأساسي من أجواء العمل اللازمة، كما طلبت بإلحاح من مختلف الدول أن تبذل أقصى جهودها لتجنب العنف ضد الصحافيين، وطواقم وسائل الإعلام، وأن تسارع إلى فتح تحقيقات في كل الاتهامات بارتكاب اعمال عنف ضدهم، وأن تحيل مرتكبيها إلى القضاء لمحاسبتهم.

وتأتي هذه الخطوة في خضم تنبيهات وتحذيرات من اللجنة الدولية لحماية الصحافيين، من أن 2013 كان عاماً سيئاً للغاية بالنسبة لما يتعرض له الصحافيون والإعلاميون من مخاطر كبيرة، تهدد حياتهم وتمس سلامتهم لاسيما في الشرق الأوسط. وسجل هذا العام زيادة في عدد الصحافيين الذين قتلوا عن عددهم في العام الماضي 2012 في سورية والعراق واليمن والصومال.

ويشدد رئيس اتحاد الصحافيين الأوروبيين وليام هورسلي، على ضرورة زيادة حملات التوعية العامة بحقوق الإنسان عموماً والصحافيين خصوصاً، ووضع أمنهم وسلامتهم على رأس قائمة أولويات جميع الدول. بقي علينا القول إن زيادة الإجراءات والتدابير الخاصة بحماية الصحافيين وضمان سلامتهم وتعزيز ملاحقة مرتكبي الجرائم بحقهم يرتبط إلى حد كبير بحال الديمقراطية، وحريات التعبير، ومدى احترام كل دولة لها، وأن غياب القوانين والإجراءات التي تكفل حمايتهم، وتسمح بملاحقة قتلتهم والمنكلين بهم، يدل على استخفاف الدول بقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وكل ما يتصل بها من قوانين. وستبقى صرخة الأمم المتحدة: «لا لإفلات مرتكبي الجرائم بحق الصحافيين من العقاب» تتعالى وتتردد حتى تتغير الأحوال إلى الأفضل.

تويتر