الهواتف النقالة إدمان إلى حد النسيان. غيتي

الهواتف النقالة تسرق الآباء من أبنائهم

أكثر من ثلث الأطفال في مدن السويد يشكون من أن والديهم يقضون جل الوقت مع هواتفهم النقالة وأجهزة الكمبيوتر اللوحية ولا ينتبهون إليهم. ويحذر الأطباء في البلاد من أن الأطفال قد يتعرضون لأضرار عاطفية ومعرفية جراء ذلك.

ووفقاً لمسح أجرته شركة يوغوف، تلقى 33% من الآباء والأمهات في البلدات والمدن الرئيسة في السويد شكوى من أبنائهم حول استخدامهم المفرط للهاتف النقالة. ووجدت الدراسة أيضاً أن أكثر من واحد من كل خمسة آباء في استوكهولم وضواحيها يعترفون بأنهم يفقدون أثر ابنائهم خلال وجودهم في أماكن خارج المنزل بسبب انشغالهم بهواتفهم.

ويقول طبيب الاطفال، رولاند سينرستام، ان ذلك «سيؤثر بالطبع في تطورهم العاطفي». ويضيف «ألاحظ في بعض الأحيان أطفالاً يربتون على ظهور والديهم للفت انتباههم، لكن الآباء لا يمنحونهم أي اهتمام». وتأتي السويد الآن في المرتبة الثانية بعد النرويج من حيث أعلى استخدام للهواتف الذكية في أوروبا الغربية.

ويعتقد سينرستام أن انشغال الوالدين عن أبنائهما يمكن أيضاً أن يؤثر في النمو اللغوي للأطفال حتى في عامهم الاول، ويشجع الآباء على استخدام اللغة أثناء أنشطتهم اليومية، وتلقين أبنائهم كلمات جديدة في كل وقت.

باروين كوشاك، (28 عاماً)، التي توصل ابنها كرم كل يوم إلى دار الرعاية النهارية، تعترف بأن إدمان استخدام الهاتف المحمول يحرم طفلها من قضاء وقت نوعي معها. وتضيف «إننا نفقد وجودنا معاً خلال تناول وجبات الطعام، لأنني أكون على هاتفي وهو أيضاً على هاتفه». وتقول ايضاً «عندما نكون معاً ينشغل كل واحد منا إما بالإنترنت أو (فيس بوك)».

ومع ذلك، يعتقد بعض الخبراء ان المشكلة مبالغ فيها. طبيب الأطفال والمؤلف لارس غوستافسون، الذي نقلت عنه وسائل الإعلام السويدية تحذيره من مخاطر الإدمان على الهاتف، تحدث في وقت لاحق في مدونته على الانترنت قائلاً «لدى الكبار الحق في الحصول على بعض اللحظات الوجيزة لأنفسهم، لكن عليهم أيضاً أن يوازنوا جيدا في هذا الخصوص، والسؤال هو: هل الهواتف النقالة حولت الميزان في الاتجاه الصحيح أم الخطأ؟».

الأكثر مشاركة