تهميش اللغة العربية بين الفضائيات ووسائل التواصل
يشير كثير من الإعلاميين وخبراء اللغة العربية الفصيحة بشكل متزايد هذه الأيام، بأصابع الاتهام إلى وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات، ويحملونها مسؤولية إضعاف العربية الفصيحة وتهميشها كلغة رسمية للإعلام العربي. ويقول هؤلاء إن تزايد اللجوء إلى اللغة الهجينة (العربيزي)، الخليط من العربية والإنجليزية، واللجوء إلى المصطلحات والمفردات الغربية والغريبة واللهجات المحكية الدارجة هو المسؤول إلى حد كبير عن ظاهرة تراجع لغة وسائل الاعلام العربي وهي الفصيحة أو تلك التي تدانيها.
ويضيف هؤلاء أن الخطورة ليست في اللجوء إلى هذه الامور، إنما في تأثير عمل وسائل الإعلام العربية والفضائيات باللهجات الدارجة واللغة الهجينة بشكل خاص في الثقافة والقيم المجتمعية وفي الأطفال والمراهقين وتنشئتهم وتأسيسهم في لغتهم العربية الفصيحة الأم وفي الذائقة العامة.
وفي ندوة عقدت بمقر منظمة اليونيسكو في باريس بمناسبة الاحتفال بيوم اللغة العربية، في 18 ديسمبر، تطرق مشاركون إلى خطورة مضاعفات تهميش اللغة الفصيحة باعتبارها لغة الاعلام العربي وأثرها في تنمية الثقافة العربية.
ورداً على سؤال عن كيفية ممارستنا حب اللغة العربية في الإعلام وغيره يقول سفير السعودية لدى المنظمة، الدكتور زياد الدريس، «نعبر عن حبنا للغة العربية بكل بساطة من خلال ممارستنا لها حديثا وكتابة، إذ يرتقي بها ذوقنا العام».
ويقول الاعلامي في قناة العربية، حسين فياض قنيبر، إن الفضائيات أسهمت في تعريف أبناء المهاجرين في العالم بلغتهم وثقافتهم، لكن بطريقتها الخاصة «فهؤلاء يعرفون اللغة العربية عبر الفضائيات عن طريق برامجها المتنوعة»، مشيراً إلى أن بعض البرامج المخصصة للأطفال تضررت من ضعف المستوى اللغوي للمذيعين، على الرغم من أنها تحمل رسالة تعليمية هادفة.
ويتبنى الكاتب الصحافي في «الحياة»، عبده وازن، فكرة أن اللغة العربية تشهد تراجعاً في بلدانها بسبب انتشار الثقافة والقيم التي تفرزها الانترنت وغيرها من وسائل العولمة. ومن جانبه يحاول الاعلامي الرياضي في قناة «إم بي سي» مصطفى الآغا، الذهاب بعيدا إلى تأصيل المشكلة من جذورها فيتساءل: من أين تأتي الفضائيات بمذيعيها ومذيعاتها؟ والجواب طبعاً من المجتمع.