حسن أرسلان: أردوغان يتجه نحو الحكم الشمولي
قال الأستاذ المساعد في القانون الجزائي والأمن في «جامعة بيس» الأميركية، الدكتور حسن تحسين أرسلان، إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يزيد من تحوله نحو الحكم الشمولي بشكل متزايد، «الأمرالذي يضر بصورة تركيا وبصورة ديمقراطيتها الهشة». وأضاف في مقابلة مع صحيفة «توداي زمان» التركية أنه من الغريب وغير القانوني أن يتم منع النواب العامين من مواصلة التحقيق في مكتب رئيس الوزراء، وفي ما يلي نص المقابلة:
● أخبرنا عن رأيك حول قضية الفساد في تركيا وكيف يتم النظر إليها في الولايات المتحدة؟
● ● دعوني في البداية أؤكد أن الحكومات والفساد ليس غريبين عن بضعهما بعضاً. وتاريخياً يمكن ملاحظة الفساد في المجتمع في جميع العصور. ويمكننا سماع العديد من فضائح الفساد في العديد من الدول مثل اليونان وإسبانيا وكرواتيا والبرازيل، تقريباً في الفترة ذاتها التي اندلعت فيها فضيحة تركيا. وهو الأمر المثير جداً للمفارقة بالنسبة لي لأسباب عدة: أولاً «لأنها تؤكد ما قلته بأن مثل هذه الفضائح يمكن ان تحدث في اي مكان في العالم، وثانياً: لأنها تظهر كيف يمكن التحقيق في مثل هذه القضايا وكيف يتم التعامل معها من قبل المسؤولين حول العالم».
والأمر الغريب الذي أثار الصدمة بالنسبة لي أن اردوغان لم يسمح للمحققين بالقيام بعملهم في مكتبه، ولو انه سمح لكان ذلك في مصلحة تحسين صورته.
● ما رأيك بالفساد في الولايات المتحدة؟
● ● كما قلت سابقاً فإن الولايات المتحدة ليست استثناء عن دول العالم في ما يتعلق بفضائح الفساد. وفي واقع الأمر فإن وسائل الاعلام في هذا البلد تحبذ نشر هذه الفضائح. وفي الوقت الجاري فإن حاكم ولاية نيوجيرسي كريس كريستي وهو أحد المرشحين لانتخابات عام 2016 يواجه فضيحة تتعلق بإغلاق أحد الجسور في ولايته. وعلى الرغم من أن كريستي اعتذر عن هذه الفضيحة وقطع علاقته بالأشخاص الذين لهم علاقة مباشرة بقطع جسر جورج واشنطن، إلا أن ذلك لم يمنع الانتقادات من السياسيين وغضب العامة، ولاتزال هذه الفضيحة قيد التحقيق، إلا أنه لا يتوقع أن تؤدي إلى اتهامات سياسية.
● ما الأخطاء التي ارتكبتها الحكومة التريكة في ما يتعلق بتحقيقات الفساد؟
● ● أولاً الأشياء التي تظهر أن الحكومة طاهرة مثل طرد قادة الشرطة وتعيين مدعين عامين آخرين وإلقاء اللوم على قوى خارجية، والدفاع عن أشخاص كانوا معتقلين منذ الأيام الأولى للتحقيق، وأكثر هذه الأشياء أهمية بالنسبة لي القاء تصريحات حكومية تتحامل فيها على التحقيق الجاري. ومن الواضح منذ البداية أن تسلسل الأحداث بدا سيئاً على صورة أردوغان وإدارته. وكان ينبغي على اردوغان أن يسمح لهيئة قضائية مستقلة بالتحقيق.