الإعلام والقيم والمبادئ الأساسية لنجاح الأداء
مهما حقق الإعلام من قفزات نوعية وتطورفي العقود الأخيرة تظل حاجة الإعلامي قائمة إلى العديد من القيم والمبادئ التي قام عليها العمل الاعلامي وخاصة المهنية وروح المنافسة وتوخي الدقة والصدق، إذ لا يعني التطور والتقدم الإعلامي تجاوز هذه القيم والمبادئ والتحلل منها.
وما يدعونا إلى هذا الحديث هو فعاليات منتدى الاتصال الذي اختتم أعماله في الشارقة وما قاله صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة في افتتاحه أعمال المنتدى، وما أكد عليه متحدثون آخرون من ضرورة التزام وسائل الاعلام بالقيم النبيلة وأخلاقيات المهنة الاعلامية. فقد دعا سمو حاكم الشارقة الاعلاميين إلى توخي الحذر والصدق وإلتزام القيم الخلاقية النبيلة في كل مراحل عملهم والابتعاد عن الاباطيل والكذب والتشوية والاثارة. بينما شدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على اهمية ان يكون الاتصال الذي يقوم به الاعلام صادقاً.
ومن جانبه قال الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي أنان إن الاتصال بين الحكومات والشعوب يزيد من التفاعل الايجابي بين الطرفين لما فيه المصلحة العامة للجميع وأن وجهات النظر المختلفة في الصحافة والإعلام ككل تلعب دوراً رئيساً في نجاح أو فشل سياسات الدول في عالم اليوم، وأن الاحتراف الاعلامي أمر دقيق في غاية الاهمية لانه يصوغ الوعي العام للمجتمعات. ويقول خبراء إعلاميون إن إغراء النجاح والشهرة في المنافسة المحتدمة لا تعني ان يسمح الاعلامي لنفسة بالتخلي عن الاساسيات الاخلاقية للمهنة كالمصداقية والموضوعية.
وحذر هؤلاء من أن إغراءات السبق الصحافي والريادة قد تدفع وسائل الاعلام إلى إلى الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات كمصادر لاستقاء الاخبار والمعلومات، بل وتفضيلها أحيانا على المصادر المعروفة للمعلومات والانباء متجاهلين التبيهات بأن تلك المواقع والمدونات ليست بالضرورة مصادرموثوقة يمكن الاعتماد عليها.
كما ان دور الاعلام حيوي وريادي في تعزيز الاتصال بين الحكومات والشعوب والفهم المتبادل باعتباره الطريق الوحيدة لنمو العلاقة بينهما فحينما يفشل القادة في القيادة والاتصال بشعوبهم، فإنها تفشل بدورها في المتابعة.
ومما يقوض مصداقية العمل الاعلامي عدم حساسية الصحافيين وغرورهم .