المرصد

الإعلاميون في ليبيا ضحية الاختطاف وإساءة المعاملة

في بلد يعيش حالة من الفوضى العارمة أمنياً وسياسياً منذ أكثر من عامين، ليس من المثير للدهشة أو الاستهجان أن يتعرض فيه الإعلاميون للقتل والاختطاف والتعذيب وسوء المعاملة. نعم، إننا نتحدث عن ليبيا التي يتناهبها عدد كبير من الميليشيات والتنظيمات والتفكير القبلي، والتي تعرض رئيس وزرائها علي زيدان للاختطاف في وضح النهار على أيدي عناصر واحدة من الميليشيات لساعات قبل ان يتم إطلاق سراحه. واحتجبت الصحف المحلية عن الصدور مرات احتجاجاً على الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون والإعلاميون ومؤسساتهم في ليبيا، من تعذيب واختطاف واعتداءات متكررة، وتعبير عن رفض كل أشكال الترهيب الفكري ضد حرية الصحافة والتعبير.

وفي التاسع من أغسطس الماضي تم اغتيال الإعلامي عز الدين قوصاد الذي كان يعمل في قناة «ليبيا الحرة» أثناء خروجه من المسجد بمدينة بنغازي، الأمر الذي أثار استنكار الإعلاميين الليبيين والاتحاد العام للصحافيين العرب، الذي وصف الاغتيال بالجريمة الشنعاء.

كما نددت منظمات حقوقية وإعلامية دولية بما يتعرض له الإعلاميون في ليبيا، ووصفتها بالأعمال الإجرامية التي تنتهك الحقوق والحريات العامة وتقوض حرية الرأي والتعبير، وتهدد حياة الصحافيين والإعلاميين وسلامتهم. وجاء في تقرير تضمن إحصاءات لمنظمات عربية ودولية أنه تم تسجيل حالات وفاة لإعلاميين تحت التعذيب وفي الاعتقال والاحتجاز.

كما شجبت نقابة الصحافيين والإعلاميين الليبية بشدة العمليات التي تخرج عن سياق القانون في ليبيا، والتي يتعرض لها الصحافيون والإعلاميون من اختطاف وإيقاف داخل السجون الرسمية وغير الرسمية، ومقار الصحف والقنوات الفضائية. وتعرض ثلاثة من صحافيي قناة «فزان» الفضائية، وهم زيدان المهدي وعادل الشريف وعبدالله محمد أبوعذبة، يوم 18 يناير الماضي للاختطاف بينما كانوا في مهمة صحافية، وأفرج عنهم لاحقاً.

وفي 15 يناير الماضي تعرض المبنى الذي يقطن فيه مدير تحرير صحيفة «ليبيا الجديدة» محمود المصراتي، لهجوم لكنه نجا من الموت بأعجوبة.

بقي أن نقول إن الخطر ضد الاعلاميين وسلامتهم سيبقى قائماً في ظل غياب القانون وسيادة الفوضى، وإنه لا بد للسلطات الليبية من بلورة نظام قضائي شفاف، ووضع قوانين تسمح بملاحقة مرتكبي التجاوزات ضد الإعلاميين في ليبيا.

تويتر