10 آلاف و500 عامل صيني في المناجم مصابون بمرض «السحار السيليسي». أرشيفية

«الوجوه السوداء» ضحية التطور الصيني

في تسعينات القرن الماضي قرر مزارعون الانضمام إلى الثورة الصناعية التي أطلقتها الصين، وتحدث الجميع حينها عن النمو الاقتصادي والفرص الكثيرة التي ستوفر حياة أفضل لملايين المزارعين ومربي الماشية. وفي مقاطعة «هاينان» اضطر الآلاف للنزول تحت الأرض لاستخراج الفحم، ما عرض صحتهم للخطر. وبعد أكثر من عقدين من العمل يعاني عمال سابقون أمراضاً تنفسية مزمنة عرفتها أوروبا خلال الثورة الصناعية في القرن الـ19.

وفي عام 2012 تم رصد أكثر من 10500 حالة إصابة بمرض «السحار السيليسي» الذي يصيب عمال المناجم أو «الوجوه السوداء» بشكل خاص. ويطالب المصابون بتعويضات عن الأضرار التي لحقت بهم، إلا أن التعقيدات القانونية في الصين حالت دون حصول المشتكين على حقوقهم. ويقول العامل السابق ليو شانغزيا «هذا ليس عدلاً، لقد تقاضينا القليل من المال وصرفنا الكثير من أجل العلاج، وبعض العمال ماتوا على الرغم من صغر سنهم». وعمل ليو قائداً لمجموعة تنقيب عن الفحم حتى عام 2007، إذ تم إغلاق منجم «جنكو» واضطر العمال للعودة إلى مزارعهم، ولا يكترث الجميع بمعاناة هؤلاء العمال، فمكتب العمل لا يأخذ الأمر على محمل الجد في حين يتم تشخيص مرضهم على أنه نوع من السل.

وبعد كفاح دام سنوات اعترفت هيئة الصحة المهنية بوضع العمال المصابين، إلا أن أصحاب المناجم والشركات المعنيين طالبوا بتغيير القاضي الذي ينظر في هذه القضية، بآخر مقرب من أرباب العمل. وبين تجاهل المسؤولين ومماطلة أصحاب المناجم يعيش العمال في دوامة قد لا تنتهي.

ويقول ليو «نعلم جيداً أن المناجم أقوى من أي جهة أخرى، وهي تسعى لإطالة القضية قدر الإمكان، لأن أصحابها يعلمون أننا لن نعيش طويلاً». وعمل ليو 12 عاماً تحت الأرض لحمل الفحم إلى السطح.

وكان العامل يمشي ساعة للوصول إلى المنجم في حين يستغرق النزول 1000 متر إلى قاع المنجم 40 دقيقة. ويعاني كثير من عمال المناجم السابقين من المرض التنفسي الذي لا يسمح لهم بالتحرك أو المشي لمسافات طويلة، ويستعين بعضهم بأجهزة تنفس اصطناعية. ويجد أكثرهم صعوبة في دفع تكاليف العلاج في انتظار الحصول على تعويضات.

 

الأكثر مشاركة