المرصد

الإعلام العربي والطائفية

لم يعد خافياً على أحد أن الإعلام العربي انزلق في الأعوام القليلة الأخيرة إلى لجّة النزعة الطائفية والتعصب الديني والمذهبي والعرقي، في خطوة بغيضة وغير مسبوقة، لم يعهدها المواطن العربي من قبل.

مناسبة هذا الحديث الجلسة الحوارية عن «الإعلام العربي.. والتصعيد الطائفي»، التي عقدت خلال فعاليات منتدى الإعلام العربي، وجائزة الصحافة العربية في دبي، بالمشاركة والتعاون بين القائمين على المنتدى وقناة تلفزيون العربية. في وقت يرى خبراء إعلاميون أن اللهجة الطائفية من الظواهر الجديدة في الإعلام العربي والدخيلة عليه، وأنه لابد من التخلص منها، في سياق البحث عن المقومات اللازمة للارتقاء بصناعة الإعلام ومستقبلها.

وما يثير القلق، بل والفزع الثقافي والاعلامي، أنه باسم حرية التعبير والجرأة، ظهرت منابر إعلامية تعتمد في جهدها وتسويقها ومكاسبها على التأجيج الطائفي والمذهبي، متجاوزة كل القيم الإنسانية المشتركة، التي بقيت فترة طويلة من ثوابت أدبيات الإعلام.

وتحاول بعض القنوات التلفزيونية الوقوف بعيداً عن حالة تنامي الاحتقان في الشارع العربي نتيجة التطورات، والأحداث السياسية المختلفة، وحجم المتغيرات التي تعيشها المنطقة، إلا أن خطورة التصعيد الطائفي بدأت تتنامى مع تحوله إلى لغة خطاب في وسائل الإعلام، لاسيما التصعيد الديني على نحو خاص.

وقد يتساءل فريق من المثقفين والإعلاميين عن مدى القبول بالمشهد الراهن، فيما يتعلق بالنعرة الطائفية والمذهبية وحدود المعقول في هذا الامر، وحول كيفية وإمكانات وقف التصعيد في النفس الطائفي، وتحجيم المنابر الإعلامية التي تمارسه وتتاجر فيه، ومن المستفيد داخلياً وخارجياً.

وتذهب الاغلبية من هؤلاء إلى أن القوى الأجنبية الغازية للمنطقة العربية هي المسؤولة الاولى، وبشكل مباشر، عن إيقاظ النزعة الطائفية وتأجيجها، مستغلة سذاجة المواطن العربي، والقدر الكبير من الاستعداد لديه لتقبل هذا الامر.

بقي أن ننبه إلى أن استحقاقات التطوير الإعلامي في المرحلة المقبلة لابد أن تشتمل على الاطلاع على ما وصلت إليه صناعة الإعلام عالمياً، وظهور أنماط جديدة من وسائل الاتصال، التي أسهمت في تغيير المفاهيم والأسس الإعلامية التقليدية، وتكريس الابتكار والإبداع سبيلاً للبقاء والتميّز في بيئة تتسم بالتنافسية الشديدة.

تويتر