مليون هندي يعيشون حول حديقة مملوءة بالفهود. أرشيفية

سكان ضواحي مومباي يتعرضون لهجمات الفهود

مع التوسع المطرد لمدينة مومباي، العاصمة التجارية وأكبر مدن الهند، صارت ضواحيها تضغط على حدود حديقة «سينجي غاندي» الوطنية المجاورة، المخصصة لحماية أعداد هائلة من الفهود. ويقدر الآن أن أكثر من مليون شخص يعيشون حول حدود هذه الحديقة، الأمر الذي يجعل المواجهة بين الفهود والبشر أمراً لا مفر منه. وتظهر الإحصاءات أنه منذ نوفمبر 2011 وقعت ست مواجهات بين هذه الحيوانات والسكان، كانت نتيجتها ستة قتلى، ووقع آخر الحوادث من هذا النوع في أكتوبر 2013.

ويصبح سكان الأحياء الفقيرة، لاسيما الأطفال الذين يسيرون من دون رفقة، أكثر عرضة لخطر هجمات الفهود، التي تترصد بالكلاب والماعز السائبة التي تبحث عن طعام لها في مكبات النفايات. كما يصبحون هدفاً جيداً لتلك الحيوانات، بسبب منازل الصفيح الحارة التي تجبرهم على النوم ليلاً في باحة المنازل الباردة نسبياً، وبسبب انعدام مرافق صحية لقضاء الحاجة، إّ يضطرون للذهاب إلى الخلاء لهذا الغرض.

ورصدت كاميرات دوائر تلفزيونية مغلقة في ضاحية «جورجاون» في وقت سابق من هذا العام أحد الكلاب الضالة يطارد فهداً من مجمع سكني، وسرعان ما انتشرت هذه اللقطات عبر موقع «يوتيوب»، ونشرت الصحف الهندية صوراً لذلك الكلب «الذي أصبح بطلاً» في الحي. ويقول أحد السكان إن في الحي ثلاثة كلاب ضالة، وإن المواطنين يقدمون لها الطعام.

ورفع السياسي المحلي، رافيندرا ويكار، دعوى حق عام لإرغام حكومة الولاية على حماية السكان، ونقل الحيوانات إلى أماكن أخرى مناسبة. ويعتقد العالم البيولوجي، فيديا اثريا، أن «هذا ليس حلاً على الإطلاق»، ويقول «هذا موطن الفهود، لقد تعدينا عليه نحن البشر، لذلك علينا اتخاذ الاحتياطات المناسبة بدلا من محاولة إلقاء هذه الحيوانات في مكان آخر». ويضيف أن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لفهم كامل للأسباب التي أدت إلى سلسلة الهجمات في الآونة الأخيرة.

ومع اقتراب هبوب الرياح الموسمية التي تحمل معها بشائر الخريف، ستنتفخ أوراق الشجر، وتنمو الأعشاب والاشجار، لتصير غابات كثيفة، توفر للفهود غطاء جيداً، إلا أن السكان يأملون في زيادة الوعي لمساعدتهم على العيش بشكل أفضل، جنباً إلى جنب مع هذه الحيوانات.

الأكثر مشاركة