أميركا استخدمت 1000 نازي جواسيس في الحرب الباردة

مدير «سي آي إيه» السابق ألن دوليس. أرشيفية

كشفت تقارير صحيفة «نيويورك تايمز»، أخيراً، عن وثائق حكومية ومقابلات تفيد بأن 1000 نازي سابق على الأقل تم تجنيدهم من قبل الجيش الأميركي ومكتب التحقيقات الفيدرالية «إف بي آي» والمخابرات المركزية «سي آي إيه» ليعملوا جواسيس ومخبرين خلال الحرب الباردة.

ولم يتم استخدام هؤلاء الأشخاص النازيين السابقين، الذين يمكن أن يكونوا قد ارتكبوا جرائم حرب، وإنما قامت الحكومة الأميركية بتقديم المساعدة لهم للهجرة إلى الولايات المتحدة، والتمويه على تورطهم في الحرب، في محاولة لحمايتهم من صائدي النازيين التابعين لوزارة العدل الأميركية. واعتبر هذا الرقم متحفظاً جداً من قبل المؤرخين الذين أوكلت إليهم الحكومة الأميركية الكشف عن سجلات جرائم الحرب.

وقال المؤرخ نورمان غودا من جامعة فلوريدا لصحيفة «نيويورك تايمز» «عدد من الوكالات الأميركية كان يعمل لديها عدد من النازيين السابقين بشكل مباشر أو غير مباشر، على الرغم من أنهم كانوا متورطين في جرائم حرب». وكشفت السجلات أن هؤلاء الجواسيس والمخبرين كان يتم تجنيدهم من جميع مستويات النظام النازي بدءاً من ضباط بجهاز الأمن النازي المعروف ب «إس إس» إلى كبار المسؤولين.

وفي خمسينات القرن الماضي، وخلال ذروة الحرب الباردة، كان مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية، إدغار هوفر، و مدير «سي آي إيه» ألن دوليس، متفقين على أن هؤلاء النازيين السابقين سيقدمون خدمة للولايات المتحدة، كجواسيس على الاتحاد السوفييتي، أكبر من وجودهم في السجن. وكشفت السجلات عن أن العديد من هؤلاء النازيين السابقين انتهى بهم بالمطاف أن أصبحوا عملاء مزدوجين.

وكان أحد أكبر المسؤولين النازيين السابقين الذين تم تجنيدهم، إلكساندر ليليكس، الذي كان له علاقة بمقتل الآلاف. وتم استخدام هذا الرجل للعمل جاسوساً في ألمانيا الشرقية عام 1952، وكانت تدفع له وكالة المخابرات المركزية 1700 دولار سنوياً، وفي نهاية المطاف ساعدته على الهجرة إلى الولايات المتحدة بعد مرور أربع سنوات على عمله. وعاش في الولايات المتحدة لمدة 40 عاماً قبل أن يتم اكتشافه في عام 1994 وهو يعيش خارج بوسطن.

تويتر