مجلة «تايم» الأميركية تتخلى عن اختيار «الشخصية الفرد» للعام الجاري

عاماً بعد آخر، وشيئاً فشيئاً، تخرج كبريات الصحف والمجلات في العالم عن التقليد الإعلامي المعروف بأن تكون «شخصية العام» فرداً واحداً تسلط عليه الأضواء، وتحوز أكبر قدر من نقاط القبول والإعجاب، بل إن متغيراً قد حدث هذا العام على الاختيارات، وعلى تصويت المشاركين.

ومع اقتراب عملية الاختيار تبدأ الاستطلاعات «التقليدية» بالظهور في بعض الصحف، إضافة إلى استطلاعات أخرى في المواقع الإلكترونية، لاختيار «شخصية العام»، وفق آراء القراء والمتصفحين.

والأمر الجديد هذا العام هو ظهور بعض الأحداث الخطرة، التي تمثل تحديات للعالم، من أبرزها ظهور وباء إيبولا، الذي انتشر في غرب إفريقيا، وارتفاع عدد ضحايا الإرهاب في مختلف أنحاء العالم، وتدفق اللاجئين الهاربين من بلدانهم التي تعاني الحروب الأهلية أو الاستبداد والقمع، ثم التظاهرات والاحتجاجات ضد العنصرية في أقوى دولة بالعالم هي الولايات المتحدة.

مجلة «تايم» الأميركية صاحبة التصنيف الأشهر الذي بدأته منذ عام 1927، أقصت هذا العام خمس شخصيات عالمية من قائمتها القصيرة، التي رشحتها للقب «شخصية العام»، واختارت بدلاً منها خمسة آخرين من العاملين الصحيين في مكافحة فيروس إيبولا، لأنهم «قاموا بلا كلل بأعمال شجاعة ونبيلة، ومنحوا العالم الوقت لتعزيز دفاعاته، وواجهوا المخاطر، وثابروا وضحوا وأنقذوا أرواحاً من هذا الفيروس»، بينما ذهبت المرتبة الثانية إلى متظاهري فيرغسون، وحل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ذيل القائمة، محتلاً المرتبة الثالثة.

وأقصت هيئة تحرير «تايم» رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، ومدير شركة «أبل» تيم كوك، ولاعب المنتخب الأميركي لكرة القدم روجرغودويل، ومغنية البوب تايلور سويفت، ومؤسس موقع «علي بابا» الصيني جاك ما.

وابتسم الحظ للمدير التنفيذي لشركة «أبل»، تيم كوك، الذي أقصته «تايم»، مع «فايننشال تايمز» البريطانية؛ التي اختارته «شخصية العام»، على الرغم مما لقيه من انتقادات.

وإذا كانت هذه الاختيارات تدل على شيء ما، فإنها بلا شك تعد مؤشراً إلى التوجهات العامة، التي تتأثر غالباً بتناول الإعلام لمجمل الأحداث، والذي يتغلب على سحر الشخصية الفرد مهما كانت جاذبيتها، وما تتمتع به من «كاريزما».

 

الأكثر مشاركة