الأمانة الصحافية تقتضي الشفافية والصدقية

قصة طريفة تعكس انعدام الأمانة الصحافية لدى أحد الإعلاميين الأميركيين، الذي ادعى أمام جمهوره بأن المقاتلين العراقيين أصابوا طائرة الهليكوبتر التي كان يستقلها إبان حرب العراق 2003، واضطرت للهبوط، لكنه في النهاية اعتذر، وآثر الاختفاء، وتوارى خجلاً عن أعين الناس عندما انكشفت كذبته. الصحافي الأميركي هو برايان وليامز، المحرر الإداري في قناة «ان بي سي»، الذي يشاهد برنامجه اليومي على الهواء أكثر من تسعة ملايين مشاهد، ويكسب 10 ملايين دولار في العام من وظيفته هذه. إلا أن سمعته أصبحت على المحك، عندما ادعى الأسبوع الماضي أن صاروخاً ضرب الطائرة العمودية التي كان يستقلها هو وفريقه في العراق، وقال لمشاهديه «بدأت القصة فعلاً بلحظة مفزعة قبل سنوات، إبان غزو العراق، عندما سقطت طائرتنا بعد أن أصابتها قذيفة آر بي جي»، ويواصل ادعاءه «تم إنقاذ فريق (إن بي سي) وحمايته، من قبل فصيل آلي من كتيبة المشاة الثالثة للجيش الأميركي»، إلا أن الجنود الذين شهدوا الحادثة أكدوا أن وليامز كذاب، ولم يكن على متن طائرة الشينوك التي أصابتها القذيفة، وإنما هبطت طائرته هبوطاً آمناً بالقرب من الطائرة المنكوبة بسبب عاصفة رملية.

وأقر وليامز بكذبته، وعزا ذلك إلى «ضباب الذاكرة»، بسبب انقضاء فترة طويلة على تلك الحادثة، وتقول المحطة إنها بصدد التحري عما حدث. وكتب وليامز على موقع المحطة مخاطباً مشاهديه، قائلا إنه سيختفي عنهم خلال الأيام العديدة المقبلة، وأنه بعد عودته سيواصل مشواره معهم ليكون «موضع الثقة التي أولاه إياها من وثقوا به». ويأمل هذا النجم الاعلامي أن تهدأ الأمور التي أثارتها كذبته خلال الاجازة هذه، إلا أن هذا يعتبر استخفافاً بعقول المشاهدين الذين يعتقد أنهم سينسون ما كذب بشأنه، لكن يبدو أن صورته تشوهت في أذهان محبيه من المشاهدين، الذين عبروا في تغريداتهم أن وليامز ينبغي أن يغادر القناة على الفور، لأنه ليس محلاً للثقة ولا للأمانة.

الشفافية والصدقية ضروريتان في العمل الصحافي، ومن دونهما لا يساوي الصحافي شيئاً في أعين معجبيه ومحبيه.

الأكثر مشاركة