المرصد

الإفلاس الإعلامي العربي واستنساخ البرامج

يبدو أن المحطات التلفزيونية العربية لم تعد قادرة على انتاج ما هو جديد، وربما أصابها الإفلاس الأمر الذي دفعها إلى استنساخ بعضها البعض، والأخذ عن بعضها البعض بصورة تجعل المشاهد لا يشعر بالملل والضجر من هذه البرامج فحسب، وإنما بالاستهجان أيضا، عندما يرى ثلاثة محطات تلفزيونية مثلا تبث برنامجاً تلفزيونياً عبارة عن نسخة واحدة، سواء من حيث المواد المقدمة أو أسلوب تقديمه، وربما الضيوف أيضا في بعض الحالات، باستثناء أن مقدم البرنامج يختلف في كل نسخة حسب كل محطة تلفزيونية.

والسؤال المطروح ألا يشعر المشرفون على هذه البرنامج بالخجل، وهل يعتقدون أنهم يخدعون المشاهدين الذين يدركون بصورة جلية ما يجري، ويعرفون أن هذه البرامج مستنسخة من بعضها بعضا، وأن النسخة الأصلية منها لا تستحق الوقت الضائع في مشاهدتها أصلاً، ناهيك عما يحدث في النسخ الأخرى.

وحتى الأسوأ من موضوع الاستنساخ، أن هناك بعض المحطات التلفزيونية تعمد إلى سرقة فكرة برنامج آخر، من محطة أخرى من دون خجل، وتحاول اضافة بعض الرتوش والتعديلات عليه لتقنع نفسها والآخرين، بأنه من بنات أفكار المحطة، وإن كان ذلك لا يمكن ان ينطلي على طفل صغير، حتى إنني عند مشاهدتي لمثل هذه البرنامج غير المستنسخة، وإنما المأخوذة عن فكرة برنامج آخر من غير إذن، أدركت في أول نصف دقيقة من البرنامج إنه مسروق عن فكرة برنامج آخر أعرفه جيداً، وحتى هذا الاخير وإن كان يحظى بالقبول والنجاح والمشاهدة من قبل المشاهدين، إلا أنه مأخوذ أيضا عن فكرة برنامج كوميدي اجنبي.

ولابد من الإشارة هنا أن المحطات التي تقوم بمثل هذه الافعال هي من كبار محطات التلفزة العربية، الأمر الذي يدفعنا إلى التساؤل، وهو تساؤل مشروع طبعا: هل أفلست محطات التلفزة العربية لانتاج أية برامج تقدمها للمشاهد العربي، بحيث تكون أفكارها من إنتاج المحطة ذاتها من دون مواربة؟ وإذا كان الجواب نعم على مثل هذا التساؤل، أليس من الأمانة المهنية إطلاع المشاهد على أن البرنامج مأخوذ عن برنامج آخر، أو يتم التصريح علانية بأن فكرة البرنامج مأخوذة عن فكرة برنامج آخر، لأن هذا أجدى لراحة المشاهد وجعله يفكر في مجريات البرنامج بدلاً من الجهة التي استنسخ عنها.

تويتر