خوسيه غرازيانو: الصراعات تهدد الأمن الغذائي في الشرق الأوسط

تفاقمت الأزمات السياسية في بلدان الشرق الأوسط، وأدت إلى نزاعات مسلحة، طالت مناطق شاسعة من المنطقة العربية، ما ينذر بحدوث أزمة غذائية حادة. وحذر خوسيه غرازيانو، مدير منظمة الغذاء العالمية (فاو)، من أن الأزمة الغذائية ستطال المنطقة برمتها، إذا لم يتم وضع حد للصراع، ودعم التنمية المحلية لزيادة الإنتاج. وتقول الأمم المتحدة إن الوضع الإنساني تدهور بشكل كبير، في البلدان التي تشهد صراعات مسلحة. وفيما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه صحيفة «حريات» التركية:

■ ما التحديات الغذائية في المنطقة؟

■■ الاعتماد على الواردات يطرح مشكلة في حد ذاته، لكن التهديد الرئيس للأمن الغذائي في المنطقة حالياً ينبع من النزاعات التي طال أمدها، لاسيما في سورية والعراق واليمن، والتي تؤثر بدورها في دول الجوار، وكلما طال أمد الصراع باتت المشكلة أكبر ويصعب حلها.

■ بالنسبة لتركيا ما تقييمكم للوضع؟

■■ السياسات الحكومية في الطريق الصحيح، على الأقل خلال السنوات الثماني الماضية، لقد كان الطلب العالمي على المواد الغذائية الأساسية عالياً، بسبب زيادة عدد السكان، وقلة الموارد، وتعتبر مشكلات الأراضي الخصبة، وتوافر المياه، والتغير المناخي، من التحديات الكبرى التي تواجه العالم اليوم، وتركيا ليست استثناء، فالعالم يعاني شحاً كبيراً في موارد المياه، في الوقت الذي لا يتم فيه استغلال الموارد المتوفراة بشكل صحيح.

■ ما الذي فاقم الأمر أكثر؟

■■ هناك العديد من التهديدات المحدقة بمنطقة الشرق الأوسط، خصوصاً مع استمرار النزاع المسلح في سورية والعراق واليمن. لقد تسببت هذه النزاعات في نزوح الملايين، الأمر الذي يزيد العبء على البلدان المجاورة في تأمين احتياجاتها الغذائية، فمشكلة تأمين المياه والغذاء في مخيمات اللاجئين مثلاً تعتبر تحدياً للسلطات المحلية والمنظمات الدولية.

■ هل أسهمت المساعدات الدولية في التخفيف من الأزمة؟

■■ على الرغم من مواصلة المجتمع الدولي تقديم المساعدة الإنسانية للاجئين، فإن الموارد في البلدان المضيفة وقعت تحت ضغط شديد، فبعضها لم يكن باستطاعته سد احتياجات السكان المحليين، فما بالك بإضافة المزيد من العبء، والدعم الدولي وحده لا يكفي، على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الدول المانحة، فالمنطقة في حاجة إلى تنمية مستدامة، والحروب تعرقل كل الجهود.

الأكثر مشاركة