قاصرات في كمبوديا يُزوّرن بطاقات الهوية للعمل في المصانع
تزدحم مصانع الملابس والأحذية في كمبوديا بأعداد كبيرة من القاصرات، اللواتي يتم إرغامهن على حمل بطاقات هوية مزورة للعمل بأجور زهيدة في تلك المصانع. وتعمل الفتاة (جوراني - 14 عاماً) في مصنع «نيوستار» للأحذية في مدينة سيهانوك فيل الساحلية، التي تعد منتجعاً سياحياً واقتصادياً فخماً، وتعلق بالقول «أعمل ثماني ساعات في اليوم، لمدة ستة أيام في الأسبوع، ولا أشعر بكثير من التعب»، وتسكن جوراني مع شقيقتها في غرفة من الشقق الشعبية القابعة في الظلام، وتضيف «قدمت للعمل في هذا المصنع لأن أسرتي فقيرة، ولو كانت لدي حرية الاختيار لكنت اخترت الالتحاق بالمدرسة». ويملك تايواني مصنع «نيو ستار» الذي بلغت مبيعاته العام الماضي 873 مليون دولار.
وكغيرها من الفتيات القاصرات في كمبوديا، فقد كذبت بشأن عمرها الحقيقي، إذ يمنع القانون من العمل كل فتاة يقل عمرها عن 15 عاماً، ويقول (ثا)، والد جوراني، كانت ابنتي صغيرة للغاية، ما يحول دون قبولها للعمل في المصنع، واستعرنا شهادة ميلاد، فهو أمر طبيعي أن تساعد الأسر الفقيرة بعضها بعضاً.
ويقول مدير «منظمة اوكسفام الخيرية الإنسانية» في كمبوديا، كريس ايجيكيمانز، معلقاً: «لا يترك الفقر بدائل وخيارات كثيرة للأسر الفقيرة لتأمين الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية من طعام ومسكن لأفرادها، كما أن حماية الأطفال وتأمين سلامتهم يعد مشكلة كبيرة عند هذه الأسر، في الخامسة من صباح كل يوم ينتظم آلاف الفتيات والنسوة في طوابير طويلة أمام بوابات مصنع نيوستار، بانتظار فتح الأبواب لبدء يوم عمل جديد. ويقول مسؤول كبير في الاتحاد الديمقراطي الكمبودي للعمال إن أعمار الأغلبية الساحقة من العاملين والعاملات في صناعة الملابس الجاهزة تراوح بين 16 و18 عاماً.
ومن جانبه، قال مدير مجموعة التضامن الأميركية للحفاظ على حقوق العمال في كمبوديا، ديف ويلش «إن معظم العاملين ينفقون أغلى سنوات أعمارهم في ظل ظروف عمل تحرمهم المكافآت وتعويضات التقاعد والتامين». ولدى سؤالها عما كانت ترغب في أن تكون، لو كان لديها الاختيار الحر، فأجابت على الفور «أريد أن أكون معلمة».