المرصد

الـ «واتساب» نافذة لحرية الرأي في السودان

اتجه الكثير من الشباب السوداني نحو تطبيق الـ«واتساب» للتعبير عن آرائهم والتنفيس عن مشاعرهم المكبوتة، بعد أن ضيقت عليهم السلطات السودانية مجال حرية الرأي في الصحف ووسائل الإعلام، وفرضت رقابة مشددة على مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى مثل «فيس بوك» و«تويتر» وغيرهما. وأصبح الواتساب مصدراً اساسياً للأخبار بالنسبة للشعب السوداني، بفضل سهولة استخدامه من قبل كل قطاعات الشعب، ولأنه يستطيع ربط سودانيي الشتات بما يجري في الداخل، علماً بأن اسعار الإنترنت والمحادثات الهاتفية في السودان اضحت الأرخص في شمال افريقيا، ومتاحة لكل مواطن.

ووفقاً لـ«فريدوم هاوس»، المنظمة الداعمة للحريات، إنه بينما اصبحت الإنترنت وسيلة سريعة ورخيصة لتبادل المعلومات في السودان، تكثف السلطات السودانية من جهودها لفرض مزيد من الرقابة على هذه النافذة الرقمية لحرية الرأي، مستخدمة في ذلك تكتيكات من بينها اخفاء اخبار المعارضة ومنابرها الافتراضية، وتشكيل وحدات جهادية افتراضية لمراقبة مواقع التواصل الاجتماعي، ومضايقة واعتقال نشطاء الإعلام الرقمي والصحافيين الإلكترونيين.

وفي هذا الجو المشحون بالرعب والخوف، وفر تطبيق الواتساب مساحة واسعة جداً لثورة التواصل في السودان، بحيث استطاع الكوميديون، والمطربون، والشعراء، والفنانون، والصحافيون إيجاد منابر لهم عبر هذا التطبيق لتبادل اعمالهم، والتعبير عن آرائهم دون رقيب أو حسيب، كما وفر أيضاً متنفساً للكتاب والمعلقين السياسيين الأكبر سناً، الذين عانوا بسبب الاضطهاد والتنكيل والتغييب.

وتستخدم سلطات الأمن ما يسمى بوحدات الجهاد الالكتروني، أو ما يطلق عليها السودانيون ساخرين «الدجاج الالكتروني» لاختطاف مواقع المعارضة الالكترونية، ودرجت على ذلك منذ بدايات عام 2011، حيث شكل جهاز الأمن وحدة تعرف باسم الكتيبة الإلكترونية (أو كتيبة الجهاد الإلكتروني)، مهمتها تخذيل الناس على صفحات الإنترنت، وتكذيب الحقائق حول أحداث السخط الشعبي. وتم تكليف هذه الكتيبة أيضاً بمهام التجسس على الناشطين والناشطات واختراق المواقع والصفحات المناوئة للحكومة، مستعينة في ذلك ببرامج متقدمة. وتصدت هذه الكتيبة لحملة الاحتجاجات الالكترونية ضد الحكومة، التي نظمها في «فيس بوك» مجموعة من الشباب السوداني، مستلهمين بأحداث الربيع العربي وبما كان يجري في ذلك الوقت في ميدان التحرير في مصر بين الحكومة المصرية ومناوئيها، وتصدت السلطات في تلك الحملة للمدونين وغيرهم من المحتجين، حيث واجه بعضهم عقوبات بالسجن لمدة شهرين، وتعرضت حالة واحدة للتعذيب.

 

 

تويتر