فابيوس: شح المياه سيؤدي إلى نزاعات مسلحة في المستقبل
تعتبر وفرة المياه من العوامل التي باتت تحدد مصير الشعوب. ويعتقد وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس، أن مشكلة ندرة المياه الصالحة ستتفاقم خلال العقود المقبلة، وقد تقود إلى نزاعات مسلحة. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه مجلة «باري ماتش»:
يحتكر 10 بلدان 60% من مياه الأرض الصالحة للشرب، بينما لا يصل مليار شخص إلى المياه العذبة، ألا يؤدي ذلك إلى نشوب صراعات في المستقبل؟
هناك حديث عن حرب محتملة بسبب المياه، يعيش خمس سكان العالم في مناطق معرضة لشح المياه، فيما يعتبر الماء أحد القطاعات المتأثرة بشكل مباشر بفعل التغير المناخي، أسوأ التوقعات تقول إنه بحلول 2050، سوف يتضاءل نصيب الفرد من ماء الشرب إلى النصف، فيما يمكن أن يمتد الجفاف إلى ثلث الأراضي.
ما العمل إذاً؟
- يجب التحرك بسرعة وتخفيض انبعاثات الكربون، لأن ذلك له أثر إيجابي ومباشر في المشكلة. كما يتعين على المجموعة الدولية تطوير آليات فعالة للمحافظة على هذا العنصر الحيوي، والتركيز على التقنيات الزراعية الأقل استهلاكاً للماء، والشركات الفرنسية مؤهلة لمثل هذه الأبحاث.
من المتوقع أن ينزح نحو 250 مليون شخص بحلول 2050 بسبب التغير المناخي، الذي سيؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه، ما الذي يتعين فعله لتفادي النزوح الجماعي مستقبلاً؟
يتعين على أوروبا أن تستعد لمواجهة نزوح مئات الآلاف من البشر. تخيلوا خطورة الموقف في حال وصل العدد إلى عشرات أو مئات الملايين. قبل أربع سنوات أطلقت دول غربية مبادرة في هذا الشأن، وفرنسا كانت من بينها. يجب التذكير هنا بأن الأمر لا يتعلق بالبيئة فحسب، بل أيضاً الأمن الغذائي والصحة والهجرات، انتهاء بالسلام أو الحرب.
يقول البعض إن جذور الصراع في سورية تعود إلى الجفاف الذي اجتاح البلاد (2007-2010)، ما دفع السكان الذين يعيشون في الأرياف إلى النزوح إلى المدن، ونظراً للضغوط الاقتصادية والاجتماعية والقمع، فقد ثار الناس على بشار الأسد.
أعتقد أن أسباب المأساة السورية عدة، حتى ولو سلمنا أن المسؤولية تقع على بشار الأسد في المقام الأول. يجب التذكير أنها بدأت بتظاهر عدد قليل من الشباب، لتنتهي بربع مليون قتيل الآن. صحيح، جفاف تلك السنوات زاد من التوتر والضغوط على الناس، وهذا مثال لمدى تأثير التقلبات المناخية التي لا تنتج مشكلات بيئية وحسب.
هل تعتقد أن زعماء العالم يدركون هذه المخاطر؟
نعم. أعتقد أنهم يدركون ذلك، خصوصاً مع التزام الصين والتعهد الشخصي للرئيس الأميركي. لكن الوضع يزداد سوءاً وهذا شيء مؤسف، وبات هناك نوع من التشاؤم. لكن يجب إقناع 196 دولة بتبني اتفاقية عالمية.