مساعدة لاجئة تنتهي بجندي بريطاني أمام المحكمة
لم يكن روب لوري يتوقع أن مساعدته للاجئين ستقوده إلى المحاكمة. فقد غيرت صورة الطفل السوري الغريق «إيلان» مجرى حياته، إذ قرر الجندي البريطاني السابق تكريس وقته وجهده لمساعدة اللاجئين. وأصبح لوري يشارك اللاجئين من بلدان مختلفة مسكنهم في غابة كاليه، شمال غرب فرنسا. وهناك التقى طفلة أفغانية تدعى «باهار»، فقدت والدتها في أفغانستان، وتعيش في الغابة في خيمة للاجئين مع والدها، وسط ظروف مأساوية. في حين يعيش أقارب الطفلة في مدينة ليدز شمال بريطانيا. وقد طلب والد باهار من الجندي السابق، تهريب ابنته لتلتحق بعائلتها في بريطانيا.
في البداية رفض لوري طلب الأب لأنه لا يريد مخالفة القانون البريطاني، لكن بعد إلحاح الرجل الأفغاني تراجع عن قراره أواخر أكتوبر. وبالطبع لم يطلب لوري المال نظير تهريب اللاجئة من كاليه إلى مدينة ليدز، ووضعها فوق مقعد القيادة في إحدى مقصورات التخزين. لكن لسوء حظ الفتاة كشفت شرطة الحدود أمرها، لأن السائق لم ينتبه لوجود شخصين إريتريين في صندوق سيارة النقل. وتم القبض على لوري وأعيدت باهار إلى والدها في كاليه.
ورغم المشكلة القانونية التي وقع فيها لوري (49 عاماً) إلا أنه وجد نفسه قلقاً على مصير باهار والأطفال الذين يعيشون في الغابة. وقال مسؤولون في شرطة الحدود البريطانية إن مساعدة الناس الذين هم بحاجة، لا يجب أن تكون تبريرا لخرق القانون. وقد تم جمع 43 ألف توقيع لأشخاص في بريطانيا يساندون لوري. وأطلق العامل في مجال الإغاثة، جيم إنس، حملة المساندة بعد توقيف لوري مباشرة. ويقول إنس «أنا لست مع أولئك الذين لا يحترمون القانون، لكني لا أدري ماذا كنت سأفعل في مثل هذه الحالة».
ويضيف إنس «تم إنقاذ الكثير من الأطفال خلال الحرب العالمية الثانية، واعتبر المنقذون أبطالاً، في حين تمت معاملة لوري على أنه مجرم»، مضيفاً «يجب تغيير القوانين إذن»، في المقابل طالب مسؤولون ونشطاء الحكومة البريطانية تقدم المساعدة لهم، حتى لا يضطر بعض الأشخاص إلى معالجة الأمور على طريقتهم. ويستطرد لوري قائلاً «كيف سيكون مصير عشرات اللاجئين وفصل الشتاء على الأبواب، أعتقد أنه سيكون مزرياً».