الإعلام العربي والإسلامي ومحنة الروهينغا

عدد محدود من وسائل الإعلام العربي والإسلامي اهتمت بعمق بمحنة الروهينغا، تلك الأقلية المسلمة في بورما (ميانمار)، التي تتعرض للاضطهاد والإقصاء على أيدي الأغلبية البوذية. ولم تحفل منابر الرأي، حتى في العالم الغربي، الذي يزعم حرصه على حرية الرأي، بمحنة هذه المجموعة العرقية المسلمة. ويبدو أن الإعلام الغربي مثله مثل دوله يهتم فقط بمصالحه، فقد عمل الإعلام الغربي على تحسين صورة البلاد بعد أن اتجهت نحو الديمقراطية، ورفعت أميركا والدول الأوروبية اسم بورما من اللائحة السوداء.

 

وكان حري بالإعلام العربي والإسلامي كسر الحصار الإعلامي المفروض على قضية المسلمين في بورما، وفضح الانتهاكات الممنهجة ضدهم من خلال رصد الجرائم وتوثيقها، ورفعها للمنظمات الدولية ذات الاختصاص، ورفع دعاوى في المحكمة الدولية ضد مجرمي الحرب في بورما، وإيجاد التعاون والتنسيق مع المجموعات الروهينغية. وكانت زعيمة المعارضة، أونغ سان سوتشي، تناضل من أجل حقوق جميع البورميين، بما فيها حقوق المسلمين، وتحويل البلاد من النظام العسكري الفاشي إلى النظام الديمقراطي، إلا أنها الآن تناست محنة الروهينغا، وأصبحت تعمل على تحسين صورة الحكومة الحالية رغم عنصريتها وقمعها السياسي ضد العديد من العرقيات في البلاد.

 

حتى الأحزاب المتنافسة في الانتخابات التي جرت أخيراً، والتي فاز فيها حزب الرابطة، الذي تتزعمه سوتشي، لم تتطرق لمحنة الروهينغا، وسكتت وسائل إعلامها عن التطرق لهم، بل إن البعض منها صار يهاجم الروهينغا آملاً كسب مزيد من أصوات الأغلبية البوذية. وتفرض حكومة بورما تعتيماً إعلامياً على قضية المسلمين في بورما، وحصاراً كاملاً على ولاية أراكان التي يتمركز فيها مسلمو الروهينغا، فلا تسمح بدخول أي وسيلة إعلامية محلية أو أجنبية، كما لا تسمح لسكانها باقتناء أجهزة التصوير من كاميرات، وأجهزة موبايلات حديثة، إضافة إلى أن الولاية مهملة من ناحية التطور والتحديث، فلا توجد بها كهرباء ووسائل اتصال، مثل الإنترنت، فسكانها لا يشاهدون تلفازاً، ولا يستمعون إلى مذياع، ولا يقرأون أي صحيفة، ولا يطلعون على مواقع الإنترنت.

ويجرم القانون المحلي في ولاية أراكان التصوير في الأماكن العامة، حتى بوساطة أجهزة الجوالات البدائية، ويعاقب مرتكبها بأشد العقوبات، إلا أن بعض النشطاء الروهينغيين حصلوا في الآونة الأخيرة على وسائل لتوثيق بعض الجرائم المرتكبة هناك وأظهروها للعالم.

الأكثر مشاركة