المستقبل يبدو صعباً للصحافة في الصين
يبدو أن عام 2016 سيكون صعباً للصحافيين في الصين، في الوقت الذي ظل الحزب الشيوعي الصيني ينظر بعين الشك لكل من هو صحافي، لاسيما الغربيين، على الرغم من أن كثيرين منهم مرخص لهم بالعمل هناك، ويتعرض الكثير من الصحافيين للمضايقات، وليس أدل على ذلك من قصة الصحافية الفرنسية اورسولا جوتييه، التي تعرضت لغضب المراقبين الصينيين عندما كتبت عن سياسة الصين حيال الأقلية الإيغورية المسلمة، فقد اتهمتها السلطات الصينية أولاً بأنها متعاطفة مع الايغوريين وتروج لأعمال العنف التي انتهجتها أقلية متشددة منهم، ورفضت وزارة الخارجية تجديد إقامتها للعمل هناك، وأجبرت على المغادرة أواخر ديسمبر.
وتحدثت جوتييه قبل مغادرتها للعاصمة بكين بأن «المستقبل يبدو قاتماً للصحافة في الصين». وتضيف «ما حدث بالنسبة لهذه المادة الصحافية الصغيرة ـ في إشارة الى موضوعها عن الأقلية الإيغورية ـ قد يحدث مع أي صحيفة اخرى، وهذا أمر خطير بالنسبة للمستقبل».
وظلت الحكومة الصينية المركزية تلجأ لتكتيك الاحتفاظ بطلب تجديد الترخيص الصحافي لفترات طويلة، دون اتخاذ اي إجراء كإحدى الوسائل لمنع الصحافيين من العمل داخل البلاد، ففي عام 2014 لم يستطع صحافيون من «نيويورك تايمز» و«بلومبيرغ» حتى الدقائق الاخيرة، معرفة ما إذا كان سيتم السماح لهم بالإقامة في البلاد أم لا. ويبدو أن موضوعاتهم الخاصة بالثراء الفاحش لعائلات النخبة الحاكمة هي السبب في ذلك.
الأنكى من ذلك أن السلطات الصينية أجازت قانون لمكافحة الارهاب، لكي تكسب الدول الغربية إلى جانبها من ناحية، ومن ناحية أخرى لإيجاد مبرر قانوني لضرب الأقلية الإيغورية، ويفسر القانون الصيني الإرهاب بأنه «أي فكرة أو نشاط من شأنه أن يؤدي الى الذعر الاجتماعي، ويعرض الأمن العام للخطر، وينتهك الحقوق الشخصية والملكية، ويتسبب في إشاعة الخوف للجهات الحكومية والمنظمات الدولية، بقصد تحقيق أغراض سياسية وإيديولوجية معينة». وتفسر السلطة العليا للحزب الشيوعي الحاكم أي تحدٍّ لسلطاتها بأنه فعل يؤدي إلى ذعر اجتماعي، وتعتبره السلطة ذا «أهداف سياسية وإيديولوجية معينة». ويبدو أن الأمور لا تسير بشكل حسن بالنسبة للصحافيين في الصين، سواء كانوا مواطنين أو أجانب، إذ لم تتوقف الحملة المناهضة للصحافة الحرة، ولم تهدأ الاعمال العدائية ضد ممثلي الصحافة الأجنبية لثنيهم عن القيام بعملهم الصحافي بكل نزاهة وحيادية.