المرصد
الناشطة السورية رقية حسن تدخل سجل المناضلات
لطالما سخرت الشابة السورية رقية حسن محمد، على موقعها في «فيس بوك» من تنظيم «داعش» الإرهابي وتهديداته وأساليبه المستمرة في فرض القيود، وقمع سكان مدينة الرقة السورية، بعد أن سيطر عليها التنظيم الفاشي، ولذلك فعندما هدد «داعش» بقطع خطوط الإنترنت عن المدينة، كي تمنع الناشطين أمثال رقية، من نقل أخبار المدينة إلى العالم الخارجي، وكذلك منعهم من انتقاد سلوكيات التنظيم الهمجية، كتبت رقية على صفحتها «هيا اقطعوا الإنترنت، لأننا سنجد الوسيلة الملائمة للتواصل مع العالم، ولن نخضع لكم».
وكانت هذه الشابة المولودة عام 1985 في مدينة الرقة، تكتب تحت اسم مستعار هو نيسان إبراهيم، وتم اعتقالها على يد «داعش» في يوليو الماضي، نظراً لنشاطها الإعلامي على «فيس بوك»، ولم ينكشف أمر مقتلها إلا قبل بضعة أيام، لأن التنظيم لم يغلق موقعها بعد اعتقالها، واستغل الموقع بهدف الإيقاع بالمعارضين له في المدينة، موهماً سكان الرقة بأن رقية لاتزال ناشطة على موقعها، ولكنها في الوقت ذاته، كانت تحاول الكشف عن المناوئين والمعارضين لها، ويبذل كل جهوده لاعتقالهم، وبالتالي قتلهم للتخلص منهم.
وبعد أن أنهت رقية دراسة الفلسفة في جامعة حلب، انضمت إلى الثورة السورية ضد النظام عام 2011، وبدأت العمل ناشطة إعلامية مستغلة خبرتها على موقع «فيس بوك»، الأمر الذي جذب إليها الكثير من المتابعين والمناصرين، وظلت في الرقة بعد أن سيطرت عليها تنظيمات معتدلة عام 2013، ومن ثم سيطر عليها «داعش» في العام ذاته. ومنذ بداية حكم التنظيم الرهيب، كان جلياً أنه لن يبدي أي تسامح مع المعارضين له، وخصص قوات شرطة تهدف إلى فرض سياسته المتطرفة، وبات من المألوف قيام هذه القوات بقطع رؤوس من تعتبره مناوئاً لها، حيث تفبرك لهم شتى التهم.
وينظر إلى الناشطة رقية باعتبارها إحدى المناضلات السوريات، اللواتي رفضن الانصياع لحكم النظام القمعي، كما أنها قاومت وجود «داعش» وحكمه بكل ما أوتيت من تصميم وإرادة، ورفضت مغادرة مدينتها مثل كثير من المعارضين السوريين، الذين كانوا يفضلون النضال من خارج وطنهم، إلا أن رقية سخرت من جبروت «داعش» وإجرامه في جز الرؤوس، و قررت البقاء ومواصلة الكتابة على موقعها، وهو الأمر الذي سبب ازعاجاً للتنظيم اكثر مما سببه لها من رفع البندقية ضدها. وبهذا دخلت رقية التاريخ باعتبارها من المناضلات اللواتي بذلن أرواحهن في سبيل الوطن والقضية العادلة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news